"حرصي على بناء هذه العلاقة الودية الحميمة مع المرضى هو الذي دفعني إلى تبني اقتراح الدكتور عبدالرحمن السويلم بإنشاء جمعية من المواطنين تسمى جمعية أصدقاء المرضى. رفعت الاقتراح إلى الملك وصدرت موافقته..". هكذا يروي معالي الدكتور غازي القصيبي حكاية إنشاء جمعيات أو لجان اصدقاء المرضى وأولاها بدأت في المنطقة الشرقية عام 1405ه. تلك اللجان ارتبطت بالغرف التجارية التي تولت دعمها، ويرأسها شرفياً أمراء المناطق وتنفيذياً مديرو الشؤون الصحية بكل منطقة. أهم أهداف تلك اللجان هي: 1.تقديم المساعدات للمرضى حسب حاجتهم شاملة المساعدات المادية والعينية والأجهزة الطبية وتأمين تذاكر السفر. 2.رفع الحالة المعنوية للمرضى من خلال زيارتهم بالمستشفيات والتخفيف عنهم. 3.الاهتمام بالنواحي الاجتماعية للمرضى إلى جانب النواحي العلاجية انطلاقاً من مبدأ التكافل الاجتماعي. 4.المساهمة في رفع مستوى الخدمات الصحية بما يحقق الرعاية الصحية المناسبة والمتطورة للمرضى. 5.المساهمة في التوعية الصحية والتثقيف الصحي. 6.توفير قناة للتواصل بين أهل الخير وذوي الحاجة إلى معاونتهم. على مدى خمسة وعشرين عاماً قدمت تلك اللجان عشرات الملايين لدعم احتياجات المرضى بكل منطقة، عن طريق التنسيق بين اللجان والشؤون الصحية والمستشفيات والمراكز الصحية المختلفة بكل منطقة. بعض تلك اللجان تجاوزت الدعم المباشر والاجتماعي بتوفير الأجهزة ومساعدة المرضى مباشرةً إلى دعم بعض الأقسام العلاجية ببعض الأجهزة أو التجهيزات وفي المناطق الكبرى التي يزورها المرضى من مناطق مختلفة دعمت لجنة أصدقاء المرضى إنشاء سكن خيري للمرضى... تتفاوت جهود لجان أصدقاء المرضى من منطقة إلى أخرى لكن الملاحظة الجديرة بالذكر هي أنه وبالرغم من عمر لجان أصدقاء المرضى وماتقدمه من جهود ودعم يستحق التقدير، إلا أن مواردها لازالت محدودة بمحدودية مصادر الدعم لذلك هي تحتاج مزيداً من الجهد في تنمية مواردها ووسائل عملها بما يتواكب وتزايد الحاجة إلى خدماتها. أكرر التقدير للعمل الخيري الذي تقوم به تلك اللجان وأشيد بالقائمين عليها، وأدعو معالي وزير الصحة وسعادة رئيس الغرف التجارية إلى وضع تطوير لجان اصدقاء المرضى ضمن أجندة اجتماعات مديري الشؤون الصحية ومديري الغرف التجارية، لعلنا نحتفل العام القادم بإنجازات ربع قرن مضى ورؤية ربع قرن قادم... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عاد مريضاً ناداه مناد من السماء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً. رواه الترمذي وحسنه. جزى الله القائمين والداعمين للجان أصدقاء المرضى كل خير عن مايقدمونه من دعم للمحتاجين من المرضى، وجعل الله ذلك في موازين أعمالهم.