كل عام وأنتم بخير ورمضان مبارك على الجميع ظاهرتان هي الأكثر شيوعا في العشر الأواخر من رمضان في الأسواق - بالتأكيد غير ظاهرة الزحام الذي أصبح مشهداً مألوفاً - وهي: @ سرقات الحقائب النسائية. @ صراع الأزواج في الأسواق. فبعض المشاهدات الرمضانية مؤلمة ليس على مستوى الفضائيات بل على أرض الواقع. فمشهد لسيدة تجري وهي تصرخ وسط الزحام لتلحق بسارق خطف حقيبتها المكتظة بالنقود. مشهد يتكرر سنويا في رمضان وأعتقد في أكثر من مركز وسوق. هذه السيدة كلما أرادت دفع قيمة سلعة ما فتحت حقيبتها على مصراعيها لتظهر كل محتوياتها من مئات وآلاف الريالات.. وكلما فتحتها فتحت شهية البائعين بالإسراع لسكب كل بضاعتهم أمامها لإغرائها بالشراء والتسابق لنفض محتويات تلك الحقيبة في خزانتهم. ولكن السارق كان أسرع لحل مشكلة الطرفين!. من المؤسف في هذه الفترة ينشط ضعاف النفوس لسرقة الحقائب النسائية على وجه التحديد، ومدعاة السرقة عدم الحرص للحفاظ على المال. يحدث هذا رغم تحذيرات وسائل الإعلام والمجربين إلا أن الظاهرة مازالت مستمرة. المشهد الثاني: زوجان يتبضعان لشراء ملابس العيد، سرعان ما ارتفع جدالهما على شراء ملابس لأطفالهما ثم تحول الجدال الى صراخ وشتم وتفريغ للشحنات النفسية بينهما أمام الجميع. في مشهد آخر شاهدته زميلة كان بنفس السيناريو السابق ولكن البطل (الزوج) صفع البطلة (الزوجة) أمام المتسوقين وشدها من عباءتها وهو يسبها لتماديها بشراء سلع تفوق راتبه البسيط ومدخرات جيبه المفتوح من جميع الجوانب. الشاهد أن ارتفاع الأسعار مع محدودية الدخل وتكاثف الاحتياجات الأسرية عوامل ترفع نسبة التوتر وتخل بالموازين المالية وخاصة في رمضان، ولكن مثل تلك المشاهد ليست مبرراً لأن تصبغ شهر رمضان والعشر الأواخر منه بظواهر مرفوضة تشعل فتيل المشكلات وتقتل جمال الاستشعار بروحانية رمضان والبهجة المنتظرة في العيد عله يكون سعيداً. مستقبلا نتمنى في رمضان ألا نشهد مثل تلك الظواهر وأن تجد حلولا واقعية. مثل التجربة الجميلة لبعض السيدات الحريصات على أن يكون رمضان مختلفاً جداً وذلك بالتخطيط المبكر بشراء كل احتياجات العيد لهن ولأسرهن قبل شهر رمضان ليتجنبن تلك المشاهد التي لا تليق بشهر كريم وليتفرغن لتفعيل روحانية رمضان بعيداً عن الأسواق. ونتمنى أن تزيدنا التجارب الكثير من الخبرات للتخطيط المسبق لوضع الأمور في نصابها الصحيح، ولنكرس مفهوم أن العشر الأواخر من رمضان تتسارع فيها الخيرات وتتسابق الأعمال الجليلة بالقبول.. جعلنا الله وإياكم من المقبولين.