منذ انبثاق عالم الأسهم في منطقة الخليج وتحديداً في دولة الإمارات العربية المتحدة وانتعاش أسواق البورصة فيها، ظل سهم شركة إعمار من أكثر الأسهم تألقاً وصعوداً، رغم بزوغ نجوم جديدة في عالم الأسهم، حاولت أكثر من مرة زخرحة سهم إعمار عن مكانته، ولكنه ظل سيد الموقف ولم يتزحزح قيد أنملة، وما كان يطلق عليه (سهم إعمار هو الاستثمار) وهكذا استطاع سهم إعمار أن يحافظ على موقعه المتقدم تصاعدياً، ولا سيما طوال عامي الطفرة ( 2004و2005م) التي شهدتها أسواق الأسهم الخليجية وطوال العام 2006م الذي خسرت فيه الأسواق ما يقرب من نصف قيمتها كان سهم إعمار يوصف دوماً من بين أكثر من 100ورقة مالية مدرجة في سوق الإمارات بأنه (السهم القيادي) بدون منازع الذي يستحوذ على 70إلى 80% من إجمالي التداولات اليومية وعليه تتوقف حركة السوق صعوداً وهبوطاً، ولا تخلو محفظة استثمارية منه بل إن مديري المحافظ والصناديق كانوا يعطون لسهم إعمار الحد الأقصى من وزن المحفظة (25% تقريباً). إلا أن التراجع الكبير الذي شهدته أسواق الأسهم، لم يوفر هذا السهم من ضرباته، حتى فقد هذا السهم كثيراً من بريقه وتألقه الذي كان يتمتع به، مشكلاً صدمة حقيقية لكثير من العاملين في الأسواق المالية وللخبراء في شؤون البورصة، كما بدأت أنظار المستثمرين تبتعد عنه وهي التي كانت تتعلق به، وتعتمد في اتخاذ قراراتها على حركته حيث تراجع حجم التداولات على السهم بشكل لافت للنظر لصالح الأسهم الصغيرة التي بدأت تحل محل إعمار في قائمة الأسهم الأكثر تداولاً ونشاطاً. هذا الأمر بدأ يثير عدة تساؤلات بين أوساط المحللين والمتعاملين على السواء: هل فقد سهم إعمار بريقه؟ هل فقد السهم قيادته السوق أم هي فترة مؤقتة يتعرض فيها للضغوط التي ستتلاشى ويعود مجدداً إلى مكانته؟ وما الأسهم المرشحة لتولي قيادة السوق بدلاً من إعمار؟. لا سيما أن الأسواق الخليجية شهدت انخفاضات واسعة النطاق في ثاني أيام تداولات شهر رمضان، ومنيت أربع أسواق هي مسقط، الدوحة، الكويت، والبحرين بخسائر فادحة حيث تراجعت مؤشراتها بنسب 2.6و 1.6و 1.3و 1.3في المائة على التوالي كما هبطت سوق دبي بنحو 0.61في المائة وأبوظبي 0.17في المائة. وكذلك السوق السعودي الذي خسر أكثر 5% ومني بأكبر خسارة خلال هذا العام، وأعاد محللون السبب في التراجع الجماعي للأسواق الخليجية إلى ضعف السيولة وتفضيل كبار المتعاملين البقاء خارج الأسواق في شهر رمضان الذي عادة ما يشهد انخفاضاً ملموساً في أحجام التداولات، حيث قدرت خسائر الأسهم الإماراتية ب 110مليارات درهم منذ بداية أغسطس وحتى الآن. ولاحظ المراقبون بقلق تراجع سهم إعمار الذي عاد من جديد للانخفاض دون ال 8دراهم وهو أدنى سعر قبل أن يعود ليغلق عنده، وهو تراجع كبير وغير مسبوق لهذا السهم القيادي! وينظر المستثمرون بحذر وقلق للنفايات في أسواق الأسهم الخليجية التي تواصل الهبوط الحاد ومع أن هناك كثيراً من المحللين الاقتصاديين يتوقعون تحسن الأسواق الخليجية في المستقبل، إلا أن هناك في المقابل كثيراً من المضاربين وحتى صغار المستثمرين، لا يخفون قلقهم الكبير بسبب تارجح أسواق الأسهم، ولذلك لا بد لنا من القول ونحن نتابع هذا التراجع الكبير في أسواق الأسهم، إن من المفيد جداً عدم وضع المستثمر لسيولته المالية في جهة واحدة، خاصة وأن كثيراً من حالات الخسائر الكبيرة سجلت في السنتين الماضيتين، بسبب الإفراط بالثقة في بعض الأسهم على حساب أخرى، وهذا ما أدى إلى استمرار نزيف الخسائر التي تلحق بالمستثمرين. وينظر المستثمرون إلى تراجع سهم إعمار بقلق وحذر لارتباطه بشكل كبير في أسواق العقار في المنطقة، مما يعني انسحاب هذا القلق على مستقبل النشاط العقاري أيضاً والاستثمار في هذا المجال، وأوضح محللون أن العبث بأسواق الأسهم يؤثر في قطاعي البنوك والعقارات، وأن التداعيات المتلاحقة لتراجع الأسهم لن تقتصر على أسواق المال فحسب وإنما ستنسحب على قطاعات أخرى مثل القطاع العقاري المزدهر الذي وصل في الإمارات إلى ذروته، فهل ينهار العقار كما انهار سهم إعمار؟! @ المدير الإقليمي لمكتب دبي