ها قد حان الموسم المفضل لدى السينمائيين، موسم المهرجانات السينمائية، والمؤشر الاولي لأفضل افلام السنة حيث تعرض فيه أهم أفلام الخريف والشتاء والتي ستعرض لاحقاً في الصالات السينمائية، لكن هذه السنة تشير إلى أن الكثير من الأمور قد تغيرت، من بينها حجم الأفلام الأمريكية الضخمة المشاركة في المهرجانات، بداية من مهرجان البندقية العريق الذي أصبح يعتمد على أفلام الخريف الأمريكية في السنوات الخمس الأخيرة أكثر من أي مهرجان آخر، وحتى مهرجان تورنتو بعدد أفلامه الضخمة الذي سيفتتح في الرابع من سبتمبر قبل انتهاء مهرجان البندقية بيومين وسيليهما في الثامن عشر من سبتمبر مهرجان سان سيباستيان في اسبانيا وآخر مهرجانات شهر سبتمبر سيكون مهرجان نيويورك في السادس والعشرين من الشهر نفسه، ومع ذلك لم يتذمر القائمون على المهرجانات من تأخير اطلاق الأفلام الامريكية، كما فعل مدير مهرجان تولارادو في نهاية الشهر الماضي محيلا سبب فوضى مواعيد اطلاق أفلام الخريف إلى اضراب الكتاب في العام الماضي، إلا ان مهرجان البندقية، والذي يقف بين هؤلاء المهرجانات بكل شموخ وثقة لاهمية جائزته الرئيسية (الأسد الذهبي) ولكونه لا يهتم كثيراً بالناحية الجماهيرية، على الأقل ليس مثل مهرجان تورنتو الذي لاختلاف توجهاته ومعاييره مع مهرجان البندقية لم يخلقوا فيما بينهم أي منافسة، قد ضمن منذ وقت مبكر العرض الافتتاحي لآخر أفلام الاخوة كوين (احرقها بعد أن تقرأها - Burn After Reading) بحضور النجمين براد بيت وجورج كلوني، اللذين كانا أبرز من سار على السجادة الحمراء في العام الماضي لمشاركة كلوني بفيلمه (مايكل كليتون) وبراد بيت ب(أغتيال جيسي جيمس). نخبوية البندقية أمام جماهيرية تورنتو في البداية يجب أن نفهم أن مهرجان تورنتو السينمائي لا يحتوي على قسم خاص بأفلام تتنافس على جائزة رئيسية، فهو مهرجان جماهيري بالدرجة الاولى، لذلك يتم وصفه دائماً بانه أفضل وأكبر مهرجان في العالم، اعتباراً بعدد الأفلام المعروضة وعدد النجوم والزوار، فقبل أن يكون تورنتو على ما هو عليه الآن كان يسمى ب"مهرجان المهرجانات" لأن الفكرة الرئيسية كانت جلب أهم وأفضل أفلام السنة من المهرجانات العالمية وعرضها أولياً على جماهير شمال أمريكا، والآن أصبح تورنتو هدفاً لأهم أفلام الاستوديوهات الأمريكية التي تعرض في نهاية السنة، جنباً لجنب مع مهرجان البندقية في عصر رئيسه "مولر" الذي اختار هذا العام خمسة أفلام أمريكية داخل المسابقة الرسمية في المهرجان، وفيلم الإخوة كوين في خارج المسابقة، وجميع تلك الأفلام ستعرض في تورنتو أيضاً ما عدا فيلم المخرج الايراني "أمير نادري" الأمريكي الإنتاج (Vegas: Based on a True Story) وبقية عناوين الأفلام الأمريكية الاخرى التي اختارها موللر تبدو متواضعة جداً مثل فيلم "نادري" السابق، على الأقل إذا ما قارنا هذه الافلام مع الأفلام الأمريكية التي تجعله يحافظ على معدل التواجد الأمريكي في الماضي. إلا ان أهم هذه الأفلام هو فيلم "دارين ارنوفسكي" الاخير (The Wrestler) وفيلم "جوناثان نيمي" الكوميدي (Rachel Getting Married) والفيلم الروائي الاول لكاتب النصوص المكسيكي الشهير "جيليرمو ارياغا" كاتب سيناريوات "بابل" و" 21غرام" بعنوان (The Burning Plain) من بطولة تشارليز ثيرون وكيم باسنجر وامتداداً لموضوعاته السابقة ككاتب يستمر ارياغا هذه المرة كمخرج باستعراض العديد من التقاطعات التي تجمع البشر في أوقات وأماكن متفرقة. وتأتي أهم الافلام الدولية المعروضة في دورة هذا العام من القارة الآسيوية كالدورات السابقة التي كانت فيها افلام "آخر دقيقة" آسيوية، وهذه عادة جلبها مولر معه من مهرجان لوكارانو لمهرجان البندقية وهي أن يجعل فيلماً واحداً من أفلام المسابقة الرسمية غير معلن عنه. وأهم هذه الافلام فيلم الياباني العريق وضيف البندقية المعهود والحائز على أسدها الذهبي عام 1997م الياباني "تاكيشي كيتانو" بفيلمه Achilles and the Tortoise الذي يبدو من عنوانه انه كوميدي كفيلمه المخيب للآمال العام الماضي الذي عرض في البندقية أيضاً. ومن اليابان أيضاً هناك فيلمان رسوميان للعبقري "هاياو مايازاكي" بعنوان Ponyo on the Cliiff by the Ssa ولمأمور اوشي The Sky Crawlers وتأتي أهم المشاركات الاوروبية هذا العام من الألماني فيرنر شروتر This Night والفرنسي باربيت شرودر بفيلم اثارة بعنوان lnjuويهدي موللر دورة هذا العام للمخرج العربي الراحل يوسف شاهين. تورنتو الفائز الأكبر وان كان مهرجان تورنتو قد يبدو متضرراً من عدم انتهاء "سام ميندز" و"ديفيد فينشر" و"اوليفر ستون" من افلامهم الاخيرة، كما قد تضرر البندقية من ذلك، الا ان تورنتو سعيد جداً بما تحمله برنامجا "غالا" و"سبيشال ريزنتيشن من عناوين أفلام ضخمة في عرضها الافتتاحي كفيلم الممثلة كييرا نايتلي الاخير The Duchess وفيلم الغرب الأمريكي Appaloosa من اخراج وتمثيل ايد هاريس وبطولة فيغو مورنتس ورينيه زويلغر، وفيلم ريتشارد وينكليتر "انا واورسن ويلز" وفيلم النيويوركي العريق سبايك لي Miracle St Anna وغاي ريتشي RocknRilla وكيفين سميث Zack and Miri Make a Pornio بالإضافة إلى العرض الاولي في شمال أمريكا لأهم أفلام مهرجان برلين وكان السابقين، كفيلم "تشي غيفارا" و"متزامنة نيويورك" و"عمي". ومع أن هذا التقرير لا يعد مؤشراً ايجابياً على مستوى أفلام السنة المترقية في نهاية العام، على أساس أن أهم أفلام نهاية السنة تعرض في وقت مبكر في البندقية أو تورنتو كما جرت العادة في الأعوام الماضية، إلا ان الاستديوهات الأمريكية الضخمة لا بد وانها تحمل في جعبتها بضع مفاجآت أو سكارية في نهاية العام الميلادي، فالجديد هذا العام، هو ان الأفلام الجيدة ستتأخر قليلا!.