لا ألذ من الكلام عن اسمهان. كأن الكلام كله عنها. السيدة المليئة بالحياة وشغفها. السيدة الطالعة من رحم الجنون إلى الأسطورة. السيدة التي لا تقيم إلا في كونها الذي يشدنا. نعم، مرت سريعاً وتركت ظلالاً من الشوق والرغبة المستحيلة. السيدة التي تسكن الذاكرة. كأنها تعصر الواقع بشذاها. باقية ورائحة السحر لا تنقضي. السيدة التي يتبدد النسيان عند وجهها وصوتها وحضورها. السيدة التي ملكت الزمان بالتغريد والتفريد. السيدة التي تزحف إليها الأوتار والأصابع. السيدة التي تعانقها الكلمات والمعاجم. السيدة التي جنت بها التلاحين والنغمات. السيدة التي شهدت خطر الصولجان والتيجان. السيدة التي مشت على أرض تغلي أمعاؤها. السيدة التي فتنتها لعبة الكبار وهي كبيرة. السيدة الفارسة كانت صوتاً صارخاً بين السيوف والأوتار. الأرض بساط وكانت تجري فرساً حروناً. "يا ديرتي مالك علينا لوم لا تعتبي لومك على من خان حنا روينا سيوفنا من القوم مثل العدو ما نرخصك باثمان.." قال زايد الأطرش وإسمهان أطلقتها إلى العالم. لم يخل عرش حنجرتها. لم تغادر كل لحظة تأتي على الذاكرة وتضيء الزاوية. لا مكان إلا لها. @ أقول هذا الكلام بمناسبة تشجع الكثير من المؤلفين والفنانين والطاقات العربية المشتركة لإنجاز سيرة السيدة الأميرة سيدة الحرية والموت، لكتابة الحكاية بعنوان "إسهمان: أسطورة امرأة"، وغزل الحكاية قمر الزمان علوش وممدوح الأطرش، سيناريو وحوار نبيل المالح، والمعالجة الدرامية لبسيوني عثمان، والذي أدار الحكاية شوقي الماجري مخرجاً، وإنتاج مؤسسة "فراس إبراهيم للإنتاج الفني"، و"فرح ميديا" (المنتج إسماعيل كتكت). تؤدي النجمة سلاف فواخرجي دور (إسمهان)، والممثل المصري أحمد شاكر دور (فريد الأطرش)، فيما يجسد فراس إبراهيم دور (شقيقها فؤاد الأطرش)، وعابد فهد (زوجها حسن الأطرش)، وعبدالحكيم قطيفان (والد إسمهان الأمير حسن الأطرش). ويشارك عدد من الممثلين العرب في العمل، فتجسد اللبنانية ورد الخال دور علياء المنذر، والدة المطربة السورية، وفادي إبراهيم شخصية الملحن فريد غصن، فيما يحل الفنان المصري يوسف شعبان ضيفاً في دور حسنين باشا. أما طارق لطفي فيظهر في دور (الصحافي محمد التابعي)، وأحمد صيام (الملحن محمد القصبجي)، وأحمد دياب (الملحن داؤد حسني)، وأحمد جمال (الشاعر يوسف بيدروس)، وجمال يوسف (الملحن مدحت عاصم)، وأمل رزق (صديقتها الممثلة أمينة البارودي)، وغادة إبراهيم (صاحبة الصالة ماري منصور).