فاصلة : "وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا" - آية قرآنية كريمة - بدءاً كل عام وانتم بخير، أهنئكم بهذا الشهر الكريم عبر مقالتي كما افعل كل عام لسنوات طويلة مضت لكن اليوم اجدني اكتب بحنين غامر الى رمضان الرياض هذه اول مرة اصوم رمضان بعيدا عن المدينة التي لملمت كل افراحي واحزاني. لا اعرف كيف سيكون رمضان في مانشستر هذه البلدة التي تعيش فيها اجناس متعددة من كل بقاع العالم رغم ان مانشستر تحوي جالية اسلامية كبيرة لكن الذي أعرفه انني لن اقبل رأس امي وابي حينما يعلن التلفزيون ان غدا اول ايام رمضان المبارك والذي اعرفه انني لن اكون في مائدة امي العامرة في اول ايام رمضان فألتقي باخوتي واخواتي واطفال العائلة رمضان هذا لم تبعث امي الى بيتي الدقيق ولا البر ولا الجريش، ولم ارَ امي وهي تعد اصناف الطعام لتستقبل رمضان، ولم ارها وهي تحضر له اثواباً مريحة لتذهب بها الى المسجد لصلاة التراويح وصلاة القيام، وتهتم كيف يمكن ان يكون للمعتازين النصيب الاكبر من عطاياها في رمضان تذكرت قصيدة الراحل محمود درويش "أحنُّ إلى خبز أُمي وقهوةِ أُمي ولمسةِ أمي.... وتكبرُ فيَّ الطفولةُ يوماً على صدر يومِ وأعشق عمري لأني إذا مُتُّ، أخجل من دمع أُمي"! في رمضان هذا ومن قلب بلاد بعيدة اقبل رأس امي وابي واتفرس في ملامح وجهين لم افارقهما وان بعدت، إن كنت اليوم لست على مائدتهما الرمضانية لكنهما معي فوجه امي وابي في قلبي اينما كنت.