تسيدت أفكار الاقتصادي البريطاني جون ماينارد كينز الساحة الاقتصادية بعد الانهيار الاقتصادي في أواخر عشرينيات القرن الماضي، فطبق أدولف هتلر أفكاره في ألمانيا وشيد طرقاً سريعة في كل ألمانيا وهي التي تعرف اليوم بالأتوبان وشغل بذلك آلاف العمال، أما في الولاياتالمتحدة فقد قام روزفلت بتنفيذ أفكاره ببناء عدة سدود أشهرها سد وادي المسيسبي، ولكن ابتداء من سبعينيات هذا القرن حلت أفكار الاقتصادي الأميركي ملتون فريدمان محل أفكار كينز، وطبقت في أول الأمر في أميركا اللاتينية ثم في برييطانيا وأميركا عن طريق ثاتشر وريغان، وتتلخص أفكار فريدمان في ثلاث نقاط: خصخصة كل شيء بما في ذلك التعليم والعلاج، وعدم التدخل الحكومي، وعدم الإنفاق في المجالات الاجتماعية، وبلادنا تأخذ إلى حد ما بنظريته فهي لا تفرض تسعيرة إجبارية ولكنها تدعم بعض السلع كالأرز والحليب، ولكن ماذا يمكن أن تفعله إزاء هذا الخبر الذي يتحدث عن إقدام كبار الموردين على إجبار تجار التجزئة في بعض السلع الغذائية وخاصة الأرز والحليب المدعومين بعدم تخفيض أسعارها كما فعلوا .. الحل في رأيي لا يكمن في فرض تسعيرة إجبارية من الحكومة لأنها ستخلق سوقا سوداء، ولكن هذا الصنيع يعتبر في رأيي نابعاً من احتكار صارخ ومحض، ولهذا يتعين على الدولة مكافحته تطبيقا لقرارات مجلس الوزراء الخاصة بمعالجة مشكلة الاحتكار والوكالات التجارية والتي صدرت في فبراير الماضي.