سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"ابتسم"، "السياحة تثري"، "لا تترك أثراً" برامج هدفها تعريف المجتمعات المحلية بالاستثمار السياحي الأمير سلطان بن سلمان يوضح الجهود لاستثمار المنتجات السياحية من ثقافة المجتمع
سعادة رئيس تحرير جريدة "الرياض" - سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: اطلعنا على المقال المنشور في جريدتكم الغراء "الرياض" تحت عنوان "صناعة السياحة" بجزئيه الأول والثاني واللذين تم نشرهما توالياً بتاريخ 1429/7/20ه، وتاريخ 1429/8/5ه، للكاتب الدكتور عبدالله بن إبراهيم العسكر، وقد طرح فيهما الكاتب بعض الأفكار والتجارب المتعلقة بالسياحة في تايوان والتي انبثقت من خلال مشاركته في ورشة العمل التي عقدت عن السياحة والمجتمع هناك، واقترح تبني بعض التجارب التايوانية الناجحة في ربط التراث بالمجتمع وتقديمه كمنتج سياحي، والتعاون مع تايوان في هذا المجال. ويسرنا أن نعبر عن شكرنا للدكتور العسكر على اهتمامه المنبثق من الادراك بأهمية نجاح تنمية السياحة في بلادنا، ودعوته عبر ثنايا المقال الجهات الحكومية والخاصة للتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار لإنجاح مشروع السياحة الوطنية، ورؤيته الشاملة تجاه استثمار المنتجات السياحية المتولدة من ثقافة المجتمع، كما يسعدني أن أوضح له وللاخوة القراء بعض الجهود التي قامت بها الهيئة وتصب في تحقيق الاقتراحات التي طرحها الكاتب الكريم: @ اهتمت الهيئة ومنذ إنشائها بالتفاعل بين صناعة السياحة والمجتمع، وقامت ضمن الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية باستحداث مخرج رئيس للسياحة والمجتمع انبثق عنه برنامج "السياحة والمجتمع" الذي يهدف إلى تعميق الثقافة السياحية في المجتمع، ونتج عنه تنفيذ عدد من البرامج والمشروعات ومنها: برنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم)، والذي تتعاون الهيئة مع وزارة التربية والتعليم في تنفيذه منذ عام 1426ه لنشر ثقافة السياحة وغرس مفاهيمها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في النشء، وقد شارك في البرنامج أكثر من 120ألف طالب. وقد حاز هذا البرنامج مؤخراً على جائزة يوليس للإبداع السياحي لعام 2008م الممنوحة من منظمة السياحة العالمية، كما تنفذ الهيئة حالياً برنامجاً آخر لتهيئة المجتمعات المحلية تحت اسم (السياحة تثري) بهدف تعريف المجتمعات المحلية بأهمية استثمار مقومات السياحة، وادراك أهميتها الاقتصادية. وقد بلغ عدد الورش المنفذة من البرنامج خلال هذا العام عشرين ورشة عمل رجالية، وخمس ورش عمل نسائية، نأمل أن تتوسع وتستمر هذه البرامج بشكل يغطي جميع المناطق والمحافظات. @ كما تنفذ الهيئة برنامج (لا تترك أثراً) الذي يستهدف توعية أفراد المجتمع والسياح بالحفاظ على البيئة من أي تأثيرات سلبية للسياحة، وقد نجح هذا البرنامج في التأثير على ثقافة المواطنين فيما يتعلق بالحفاظ على البيئة. @ تعمل الهيئة ضمن منهج الشراكة مع الجهات ذات الصلة بالسياحة في القطاعين العام والخاص منذ إنشائها، ووقعت وتنفذ وتتابع ضمن هذا المنهج اتفاقيات تعاون مع الوزارات والمؤسسات ذات الصلة بالقطاع السياحي، كما قامت وبتوجيه من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية رئيس مجلس إدارة الهيئة بإنشاء مجالس التنمية السياحية في المناطق تتكون في عضويتها من ممثلين من القطاعين العام والخاص في المناطق، وكذلك أسست أجهزة تنمية السياحة في المناطق لتتولى تنسيق تنفيذ خطط التنمية السياحية في المناطق. @ فيما يتعلق بالتعاون مع الدول ذات الخبرة في المجال السياحي فقد وقعت الهيئة اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم مع عدد من الدول لتبادل الخبرات في هذا المجال وبلغ عددها 13اتفاقية ومذكرة تفاهم، كما درست عبر برنامج استطلاع التجارب العالمية مجموعة من التجارب السياحية الناجحة في دول العالم، ولا زال هذه البرنامج مستمراً منذ إنشاء الهيئة وحتى الآن، وكان آخره تنظيم عدد من الزيارات لمسؤولي بعض المحافظات وأمناء المدن ورؤساء البلديات لاستطلاع التجارب الدولية الناجحة في مجال التنمية السياحية، وقد تم تنظيم زيارات لعدد من دول العالم (إيطاليا، فرنسا، مصر) والتي جاء أحدثها تلك الزيارة التي نظمتها الهيئة لعدد من شركائها لجمهورية إيطاليا مطلع شهر جمادى الثاني الماضي، وهي الزيارة الثانية لإيطاليا، وكذلك زيارة أخرى في نفس الشهر لاستطلاع التجربتين الأسبانية والبرتغالية في مجال تحويل القصور الأثرية إلى فنادق تراثية متميزة، كما أن هناك زيارات أخرى نظمت لعدد من الدول للاستفادة من خبراتها في مختلف الأنشطة الأخرى المتعلقة بالسياحة مثل تركيا والمغرب ومالطا ودبي وذلك في مجالات متعددة مثل النقل السياحي واستقبال السفن السياحية، واستثمار الحرف اليدوية، وغيرها. @ بدأت الهيئة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والمناطق، في تنفيذ برنامج تطوير القرى التراثية في عدد من مناطق ومحافظات المملكة، الذي يستهدف تطوير 64قرية على مستوى المملكة، وقد بدأت المرحلة الأولى من البرنامج بتطوير خمسة مشاريع للقرى التراثية في كل من: الغاط بمنطقة الرياض، وجبة بمنطقة حائل، وذي عين بمنطقة الباحة، والعلا بمنطقة المدينةالمنورة، ورجال ألمع بمنطقة عسير، ويتضمن البرنامج إقامة قرى تراثية بأساليب مستمدة من ثقافة المجتمع المحلية لتوفير فرص عمل جديدة، ودعم الاستثمار في الحرف اليدوية والصناعات التقليدية والفنادق التراثية، وتنشيط الاستثمار في الخدمات المساندة مثل النقل والمطاعم والايواء وغيرها. @ أشار الكاتب إلى أهمية إقامة ملتقيات ومؤتمرات سياحية كما يتم في تايوان في شهر نوفمبر سنوياً، وأشير هنا إلى أن الهيئة نفذت هذا العام 1429ه الدورة الأولى من ملتقى السفر والاستثمار السياحي في المملكة، كأداة لترويج الاستثمار السياحي وقناة للتفاعل مع المهتمين من القطاعين العام والخاص، وسيستمر هذا الملتقى بشكل سنوي - بإذن الله. @ كما تعمل الهيئة على نشر الثقافة السياحية من خلال مطبوعاتها وإصداراتها الإعلامية والتسويقية عن السياحة في المملكة التي تركز على تعريف المواطن والسائح بالمقومات السياحية الوطنية، وقواعد السلوك السياحي، واثراء الرحلات السياحية، والتعرف على ما يميز بلادنا من قيم وعادات وموروثات عريقة، ومن هذه المواد إنتاج عدد من الأفلام التي حققت جوائز عالمية مثل فيلم مهرجان الجنادرية، وأفلام أخرى في التلفزيون السعودي، ومجلة "ترحال" الموجودة في منافذ البيع الداخلية والخارجية، وتختص بالتعريف بمقومات السياحة السعودية بشكل احترافي، ونشرة "سياحة سعودية" التي توجهها الهيئة لشركائها من القطاعين العام والخاص وتوزع مجاناً في مراكز المعلومات السياحية على الجمهور، وكذلك المطبوعات والأقراص والخرائط والأدلة المتنوعة عن السياحة السعودية بمختلف أنماطها. أخيراً نجدد شكرنا للكاتب الدكتور عبدالله العسكر، على كتابته التي هي موضع اهتمامنا لما تعكسه من تفاعل وحرص للنهوض بسياحتنا الوطنية، ونحن في الهيئة نرحب بمثل هذه المقترحات والآراء والطرح الهادف الذي ينطلق من معايشة عملية وإيجابية، ولكم في جريدة "الرياض" جزيل الشكر على اهتمامكم بالسياحة الوطنية، ومعالجتكم المتوازنة للكثير من قضاياها. وتقبلوا تحياتنا،،، الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز