اتخذ المرشح الجمهوري الى البيت الابيض جون ماكين احد اكثر الخيارات مجازفة في تاريخ السياسة الاميركية بتسميته سارة بالين مرشحته لمنصب نائب الرئيس وهي حديثة العهد في المعترك السياسي كما يرى عدد من المحللين. فتسمية جون ماكين المفاجئة الجمعة لسارة بالين مرشحته لمنصب نائب الرئيس كان لها وقع القنبلة في وسائل الاعلام الاميركية التي قطعت فورا تعليقاتها على خطاب المرشح الديمقراطي باراك اوباما للتركيز على هذا الحدث الجديد. وقال بات بوكانن المرشح الجمهوري السابق الى البيت الابيض بخصوص اختيار بالين ( 44عاماً) حاكمة ولاية الاسكا لشبكة التلفزة ام اس ان بي سي "انه اكبر رهان في التاريخ السياسي الاميركي". لكن اختيار هذه السيدة المحافظة قد يسمح لماكين بان يتصالح مع اليمين في حزبه الذي يعتبره ليبرالياً بشأن المسائل الاجتماعية الكبرى التي تقسم الاميركيين. الى ذلك تحمل سارة بالين نفحة من الشباب والطاقة والبريق الى الحملة الباهتة الى حد ما للمرشح الجمهوري الذي سيتمكن بذلك من التباهي بانه يحمل تغييراً الى الاميركيين في مواجهة الشعار الذي يركز عليه منافسه الديمقراطي. واذا فاز الاخير في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل فانه سيكون اول رئيس اسود في تاريخ الولاياتالمتحدة. لكن ان فاز ماكين فان سارة بالين ستصبح اول سيدة تتولى منصب نائب الرئيس في الولاياتالمتحدة الاميركية. الا ان خيار المرشح الجمهوري الجذاب للوهلة الاولى قد يحمل في طياته مجازفة كبيرة. ففي الواقع لا تملك ساره بالين اي خبرة في السياسة الخارجية كما انها غير معتادة على خوض نقاشات حامية في السياسة الوطنية وستوصف بالتأكيد كيمينية متطرفة من قبل الديمقراطيين خصوصا بسبب معارضتها الشديدة للاجهاض. وفي حال غيب الموت جون ماكين الذي احتفل الجمعة بميلاده الثاني والسبعين او انه تخلى عن مهامه الرئاسية المحتملة بسبب مرض فستصبح بالين "قائداً اعلى" للقوات المسلحة في الولاياتالمتحدة. وعلى المدى القصير سيتعين على هذه الام لخمسة اولاد ان تخوض مناظرة كلامية مع المرشح الديمقراطي لنائب الرئيس جو بايدن ( 65عاماً) المتخصص بالقضايا الامنية ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ. فكل هذه العناصر متضافرة قد تقضي على احدى الحجج الرئيسية في حملة المرشح الجمهوري الذي لم يتوقف عن التكرار بان باراك اوباما لا يملك الخبرة المطلوبة ليكون "قائداً اعلى" للقوات المسلحة في الولاياتالمتحدة. وفي هذا السياق يرى توم بالدينو البرفسور في جامعة ويلكس في بنسلفانيا (شرق) ان ماكين باختياره بالين يخوض مجازفة كبيرة واعتبر انه "سيكون اكثر صعوبة على فريق ماكين من الان فصاعداً انتقاد خبرة باراك اوباما".