من اقوى العلاقات الإنسانية بين البشر علاقة ورابطة الأمومة وهي علاقة فطرية بين الأم وأبنها وتستحق الأم التقدير والبر بها من واقع النهج الإسلامي الذي يحث على بر الوالدين ومن واقع فطرية العلاقة التي خلقت بين الأم والأبن ومن هذا المنطلق يأتي البر من الولد ويأتي الخوف والعطف والحنان من الأم وعندما يكبر الأبناء يكون لديهم درجات في مستوى البر للوالدين والبعض يصل منهم إلى مرحلة العقوق يقول شاب يؤكد بره لوالديه مهما كانت الأسباب والتي منها الزوجة والتي قد تكون سبباً في ابعاد الزوج عن أهله: أمي إلى شافت خيالي تهلي والا الغضي لا شاف غيري تحلاه طول السنه وبطنها حجرة لي والبرد ما أشوفه والحر ما أدناه ثلاث سنين وديدها سقمة لي وكم ليلة همي عن الزاد قزاه أمي وأبويه ما لهم غير ظلي ومن دور الظل بالترف يلقاه الوالدين لهم بقلبي محلي معروفهم مع طول الأيام ما أنساه ومهما عمل الابن من أعمال البر تجاه والديه فلن يجزى عن ما فعلوه شيئاً يقول ابن جعيثن على لسان أم تخاطب ابنها العاق: حملتك تسعة أشهر في شواكلي والبطن مني ما معَ وجفير حملتك في كره وبكره وضعتك ووسعت صدري وصار سرير وارضعتك حولين من در مهجتي وأرعاك رعي عن طريق خطير أبيك لغارات الليالي ذخيره ما أبيك تشفع لي بيوم كبير ويوم بلغت الرشد وأبصرت بنفسك وقدري غدى عند الرجال حقير قلطت بنت الناس وأنا نسيتني وحطيت فوقي بالولات خفير تراك لو حجيت بي فوق رأسك ثمانين حجه ما بلغت عشير ولا يجازيني من الطلق ساعه إلى قام قلبي من حشاي يطير ولقد وقف الشعر كونه جزء من الموروث الشعبي الذي يعايش العلاقات الاجتماعية ويجسدها في صورة الترابط الأسري والاجتماعي كما وجه اللوم والانتقاد ونحو من يحاول كسر هذه الروابط الإنسانية والتي تقع في مقدمتها علاقة الابن بالوالدين ومراعاتهم خلال مرحلة الكبر يقول الشاعر عبدالمحسن العوهلي: يقول من جاه عود شكاله يشكي تصرف زوجته والعيالين حال العزوبي عندهم مثل حاله يجيه بالوجبه صغير البزارين ما عاد يؤخذ هرجه ولا مقاله يعاملونه بالقسى فارق اللين ترى الحظيظ المغتني من عياله واللي عياله من غناته غنيين ويسعى الوالدان دائماً إلى الرحمة والعطف على الاولاد في صغرهم رغبة في مبرتهم وعطفهم عندما يكبرون ولكن يوجد أحياناً من يتنكر لهذا الجميل بشكل أو بآخر من أشكال العقوق وعدم رد الجميل الذي اوصى عليه الدين الإسلامي (وبالوالدين احسانا) وخصوصاً في مرحلة الكبر والتي يكون فيها الوالد أو الأم في أمس الحاجة لرعاية الاولاد وتقديم المساعدة لهم، وقد يكون للزوجة أيضاً دور كبير في استدرار عطف الاولاد على والدهم أو التنكر له في بعض الأحيان.. حتى أمهم تزايد هباله تغيرت عن طبعها الزين بالشين منول رجله يوازي رجاله تقوم له بالواجب على الرأس والعين تقول خل الولد مالك وماله خله على فاله يدوج الميادين أنا مع عيالي على كل حاله أطلع وصك الباب عنا بقفلين ومرحلة كبر السّن لها تداعياته ولها سيكولوجية خاصة من حيث التعامل وضعف الحواس كل ذلك شعور بدخول مرحلة الضعف والكهولة يقول الشاعر ناصر الشفار عندما كبر سنه: اليوم يافيحان عاين سواتي إلى عقبت البيت أخثع بالأطناب كما أن للبعض نظرة لكبار السن قد يكون فيها نوع من القسوة واشعارهم بصراحة بمرحلة الرحيل عن الدنيا رغم ان هذه الفترة تحتاج إلى الدعم المعنوي والأسلوب المرح المقارب لفكر كبار السن فهذا الشاعر راشد محمد آل عبداللطيف عندما زارته احدى النساء من أقاربه قالت له الحمد لله أنت اخذت نصيبك من الحياة وليس هناك شيء تتأسف عليه فقال: عظامي اللي ترتجف تقل عسبان من التعب ومصارعات اللواحي ومن شوفتي لفلان وفلان عيونهم شهب سوات الرماحي استغفري الله ثم ادحري الشيطان أنا بخير ولا تقولين طاحي وللوالدين في مرحلة الكبر شأن عظيم من حيث كسب الأجر والمثوبة من الله فيهم وبرهم والتواصل معهم فهم لن يطول بهم الأمد ولن يكونوا متواجدين لفعل الخير فيهم دائماً لذا هي فرصة سانحة ونهر من الأجر والمثوبة.