أكدت روسيا أنها لا تعتزم القبول بأية حلول وسط في المواجهة الجارية حاليا مع الغرب بعد النزاع الأخير في القوقاز، وأنها لا تخشى الوقوع في عزلة دولية. ويرى الخبراء الروس أن الغرب في الوقت الراهن يحتاج لروسيا أكثر مما تحتاج هي له. حيث قالت المحللة السياسية الروسية ليودميلا الكسندروفا إنه في يوم 19أغسطس اتفق وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف الناتو خلال اجتماعهم في العاصمة البلجيكية على زيادة الضغط على روسيا، وأصروا على الانسحاب الفوري للقوات الروسية من أراضي جورجيا، وأكدوا لموسكو أنها لم تعد تحظى بالثقة التي كانت تتمتع بها سابقا. ولكن وفي ذات الوقت لم تنل الموافقة كل المقترحات المتطرفة التي طالبت بوقف عمل مجلس روسيا - الناتو وبالتالي وقف أي حوار مع روسيا وهو ما طالبت به وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس. وأضافت لقد شارك الولاياتالمتحدة في موقفها المتشدد من روسيا كل من بريطانيا وبولندا ودول حوض البلطيق، فيما تميزت مواقف ألمانيا وفرنسا وإيطاليا بالاعتدال. وأعلن الأمين العام لحلف الناتو ياب دي هوب سخيفير أنه لا يرى أي معنى من عقد أية جلسة لمجلس روسيا - الناتو حتى تغادر القوات الروسية من أراضي جورجيا الأساسية. وأكد أنه وبشكل عام لم يعد من الممكن التعامل مع موسكو بعد الآن وكأنه لم يحدث أي شيء. وتم إبلاغ جورجيا وأوكرانيا بان أحداث القوقاز الأخيرة لم تؤثر بأي شكل من الأشكال على نوعية العلاقات مع هاتين الدولتين. أي أن جورجيا وأوكرانيا ستنضمان عاجلا أم آجلا إلى الحلف إذا ما رغبتا بذلك. ولكن موسكو وردا على قرار تعطيل عمل مجلس روسيا - الناتو حتى انسحاب القوات الروسية من أراضي جورجيا، أعلنت أنها ستعيد النظر في مجمل علاقاتها مع الحلف. ويدل ذلك وكذلك التصرفات الأخرى التي أقدم عليها الكرملين مؤخرا، على أن روسيا بدأت تنتهج خطا جديدا أكثر صرامة في علاقاتها مع الغرب. وكتبت صحيفة "كوميرسانت" أن السلطات الروسية بينت خلال الأيام الأخيرة على أنها لا تعتزم على التراجع في المواجهة الحالية مع الولاياتالمتحدة والغرب وأن التهديدات بفرض العقوبات لا تخيفها. وعلى العكس ردت موسكو على كل التحذيرات والتهديدات التي صدرت نحوها، بمواصلة نهج التصعيد وكانت تبدي ردود الفعل ليس فقط على النقد الموجه ضدها بل وعلى توقيع الولاياتالمتحدة وبولندا على اتفاقية بخصوص نصب صواريخ اعتراضية أمريكية داخل بولندا. من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الخميس الماضي، أن بروكسل تحتاج للتعاون بين روسيا والناتو أكثر بكثير من موسكو. وقال: تقدم روسيا مساعدات كبيرة وحساسة لحلف الناتو. وبعد الجلسة الأخيرة لمجلس الناتو حيث تم إقرار وثيقة بخصوص العلاقات مع روسيا، تقدم بعض أعضاء الحلف وهمسوا في أذن روسيا نأمل بأنكم لن توقفوا التعاون.