تأججت التكهنات بشأن اختيارات نائبي مرشحي الرئاسة في حين يقترب المرشح الديمقراطي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري جون ماكين من موعد اختيار الرجل الثاني. والوقت ضيق أمام أوباما لإعلان اسم مرشحه الذي سيقع عليه الاختيار رسميا في مؤتمر الحزب في دنفر يوم الأربعاء المقبل. ومن المتوقع ان يحدد اختياره في مطلع الأسبوع. لكن مكين عضو مجلس الشيوخ عن اريزونا أمامه أسبوع اضافي للاختيار ويخطط لحشد ضخم في أوهايو يوم الجمعة 29أغسطس آب بعد يوم من قبول أوباما لترشيح حزبه. ورفض مساعدو المرشح الجمهوري التعليق لكنهم لم ينفوا تقريرا عن انه سيكشف النقاب عن اختياره للرجل الثاني في ذلك اليوم وهو ما سيحول الانتباه على الفور من ترشيح اوباما إلى ماكين. ومع اقتراب تحديد الاختيارات ثارت تكهنات حول المرشحين لتشكيل طاقمي مرشحي الرئاسة على مواقع الانترنت وفي برامج المحطات التلفزيونية. وقال دوج شوين وهو مستشار ديمقراطي ومسؤول سابق عن قياس الرأي العام في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون "المرشحان يعززان التكهنات بإشارات وتلميحات ليكسبوا أكبر ظهور ممكن قبل الاعلان النهائي." ويشير التاريخ إلى أن اختيار النائب لن يحدث تأثيرا كبيرا على انتخابات الرئاسة المقررة يوم الرابع من نوفمبر تشرين الثاني المقبل بين أوباما ومكين لكنه قد يعطي إشارات عن أولويات كل منهما. ولعب النائبان السابقان الديمقراطي ال جور والجمهوري ديك تشيني دورا مؤثرا في الإدارة واعادة تشكيلها. ويتعين على اوباما ومكين تقدير ما إذا كان اختيارهما سيساعدهما على الفوز في الانتخابات وما إذا كان يصلح لتولي الرئاسة إذا تطلب الأمر. وقال شوين "من المستبعد بدرجة كبيرة ان يؤثر أي من الخيارين على الانتخابات بشكل حاسم." وأضاف "قد يحدث اثرا هامشيا لكن الاختيار يتعلق بدرجة أكبر باسلوب الحكم." وأعلن أوباما انه سيبدأ رحلته إلى مؤتمر دنفر يوم السبت في سبرينج فيلد في ايلينوي وهو المكان الذي أعلن فيه مسعاه للترشح للرئاسة في فبراير شباط عام 2007وهو ما يشير إلى انه سيكشف عن اختياره قبل ذلك ليبدأ الرحلة برفقة نائبه المختار. وبعد أسابيع من التكتم بدأت حملتا المرشحين في إطلاق بالونات اختبار في الفترة الأخيرة لمساعدتهما على تقدير رد الفعل مع اقتراب اعلان الاختيارات. وتركزت التكهنات بشأن اختيار أوباما على ثلاثة مرشحين رئيسيين هم تيم كين حاكم فرجينيا وايفان باي عضو مجلس الشيوخ عن انديانا وجوزيف بايدن عضو مجلس الشيوخ عن ديلاوير. وتحدث اوباما وهو عضو مجلس الشيوخ عن ايلينوي إلى كل منهم أو التقاه في الفترة الأخيرة. وقد القى بعبارة عن اقتراح بايدن بشأن تقديم مساعدات لإعادة الإعمار في جورجيا في خطاب امام جمعية قدامى المحاربين. وعاد بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يوم الاثنين من رحلة في مطلع الأسبوع لجورجيا. وقال اوباما "يشرفني أن أنضم لصديقي السناتور جو بايدن في دعوته لتقديم مساعدات إضافية قدرها مليار دولار لإعادة الاعمار لشعب جورجيا." وتضم قائمة مرشحي ماكين كلا من تيم باولنتي حاكم مينيسوتا وميت رومني الحاكم السابق لماساتشوستس وروب بورتمان مسؤول الميزانية السابق وتوم ريدج وزير الأمن الداخلي السابق وحاكم بنسلفانيا السابق. وأثار مكين المعارض لحق الاجهاض انتقادات من جانب المحافظين الأسبوع الماضي عندما قال ان ريدج المؤيد لحق الاجهاض لا يمكن استبعاده من قائمة اختيارات نائبه. وأوباما (47) عاما يمكن أن يعزز رسالته بشأن التغيير بوجه جديد مثل كين وهو حليف سياسي من ولاية مهمة في الانتخابات أو أن يضيف خبرة في مجال السياسة الخارجية باختيار شخص مثل بايدن. ومكين الذي سيحتفل ببلوغه 72عاما يوم 29أغسطس آب وهو اليوم الذي قد يعلن فيه اختياره لنائبه معروف بخبرته في مجال السياسة الخارجية والعسكرية. لكنه قد يلجأ إلى رومني أو بورتمان الذي كان ممثلا تجاريا للبلاد لدعم خبراته الاقتصادية. وقد يساعده باولنتي في ولايته مينيسوتا وريدج في بنسلفانيا وهما ولايتان لم تحسما أمرهما بشأن الرئاسة. على صعيد آخر اظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "لوس انجليس تايمز" مساء الثلاثاء ان الفارق ضئيل جدا بين المرشحين. ونال سناتور ايلينوي 45% من نوايا التصويت مقابل 43% للمرشح الجمهوري كما اظهر الاستطلاع الذي اشار الى ان واقع كون اوباما من السود يطرح مشكلة للكثير من الناخبين.