ذكر وزير العدل الباكستاني فاروق نائق أن حكومة بلاده تعتزم اعادة العشرات من شيوخ القضاة الذين فصلهم الرئيس "السابق" برفيز مشرف إلى مناصبهم بعد ظهر أمس. ومن المنتظر الاعلان عن هذا القرار عقب اجتماع لزعماء الائتلاف الحاكم في إسلام آباد. وقال الوزير للصحافيين في البرلمان امس بعد يوم واحد من استقالة مشرف "سيتم اتخاذ القرار الخاص بالقضاة واعلانه".. كما أكد أسفند يار والي رئيس حزب رابطة عوامي الشريك الصغير في الائتلاف الحاكم اعتزام إعادة القضاة الى عملهم. وأضاف قائلا "سنعقد اجتماعا وبمشيئة الله سيتم إعادتهم إلى عملهم". يذكر أن مشرف كان قد قام بعزل ما يربو على 60قاضيا من عملهم بموجب قانون الطوارئ في الثالث من تشرين ثان - نوفمبر الماضي بعد أن كان من المقرر أن تصدر المحكمة العليا حكما برفض انتخابه لفترة رئاسية ثانية . وقاد هذا الاجراء جنرال الجيش المتقاعد الى نهايته السياسية حيث أعلن الاثنين استقالته تحاشيا لعزله من قبل الاحزاب في الائتلاف الحاكم في البرلمان الباكستاني. وتم قبول الاستقالة على الفور وتولى رئيس مجلس الشيوخ محمديان سومرو مقاليد السلطة رئيسا مؤقتا للبلاد. ومن المقرر أن يناقش زعماء الائتلاف مسألة اختيار خليفة لمشرف. وكان عاصف علي زرداري زوج رئيسة الوزراء الراحلة بنظير بوتو أشار إلى أن الرئيس المقبل سيكون من حزبه - حزب الشعب الباكستاني - الذي يحتل مقاعد الاغلبية في البرلمان. إلى ذلك يواجه الرئيس الباكستاني برويز مشرف مصيرا مجهولا بعد استقالته من منصبه في الوقت الذي يستعد الائتلاف الحاكم الذي يعاني من انقسامات لاختيار خليفة لمشرف، الحليف المقرب من الولاياتالمتحدة. واعلن مشرف استقالته في كلمة متلفزة الاثنين لتجنب قيام الحكومة بمساءلته بهدف عزله، وذلك بعد تسع سنوات قضاها في السلطة عقب انقلاب عسكري ابيض. وثارت تكهنات بان قرار مشرف جاء عقب التوصل الى صفقة بوساطة الجيش الباكستانيوالولاياتالمتحدة تضمن عدم توجيه اية اتهامات جنائية له، الا انه من غير الواضح اين سيمضي فترة تقاعده. وذكر مسؤولون من الائتلاف الحاكم والاجهزة الامنية ان مشرف سيتوجه عقب استقالته لاداء العمرة. وذكر مسؤول بارز في الائتلاف لوكالة فرانس برس ان مشرف سيتوجه بعد ذلك الى لندن او أنقرة، الا ان مساعديه اكدوا انه سيعود الى بلاده بعد اداء العمرة. وذكر حزب نواز شريف الذي اطاح به مشرف من السلطة عام 1999، انه يجب عدم ضمان خروج الرئيس المستقيل دون محاسبة، الا ان حزب الشعب الباكستاني بزعامة زوج رئيسة الوزراء الراحلة بنازير بوتو والذي يعد الحزب الرئيسي في الائتلاف الحكومي لم يعلق على المسألة. وجاء قرار مشرف بالاستقالة بعد ان اعلن الائتلاف عن استعداده للمضي قدما في مساءلته بهدف عزله بتهم من بينها انتهاك الدستور. وبدأت مشاكله العام الماضي بعد ان قرر اقالة القضاة مما اثار احتجاجات واسعة. واعلن مشرف حالة الطوارئ في تشرين الثاني - نوفمبر وبعد ذلك باسابيع اجبر على التخلي عن منصبه كقائد للجيش. كما تعرض لضغوط بسبب تصاعد تمرد المسلحين الاسلاميين في مناطق القبائل على طول الحدود الباكستانية مع افغانستان والذين شنوا سلسلة من الهجمات العام الماضي خلفت اكثر من الف قتيل. وفي كلمته التلفزيونية المطولة، اكد مشرف انه لا يمكن اثبات التهم الموجهة له، الا انه قال انه يقدم استقالته لتجنب معركة مع الائتلاف تضر بالبلاد. من ناحية اخرى من المقرر ان يبدأ الائتلاف الذي هزم حلفاء مشرف في انتخابات شباط - فبراير مناقشات حول اختيار الرئيس المقبل وحول اعادة تعيين القضاة الذين اقيلوا بموجب قانون الطوارئ الذي فرضه مشرف في تشرين الثاني - نوفمبر. وقال فاروق نائق وزير القانون الباكستاني ان زعماء الائتلاف سيلتقون في وقت لاحق من الثلاثاء لحل مسالة القضاة. مضيفا ان "اي قرار بشأن محاسبة مشرف سيتخذ من قبل زعماء احزاب الائتلاف". ويتولى محمديان سومرو رئيس مجلس الشيوخ حاليا مهام الرئيس بالوكالة. وكانت اوكلت الى سومرو مهمة تصريف الاعمال في الحكومة الباكستانية اثناء فترة فرض احكام الطوارئ. وصرح مسؤول في اللجنة الانتخابية الباكستانية انه يجب اختيار رئيس جديد خلال 30يوما من استقالة مشرف. وقال مسؤولون من حزبي الائتلاف ان اصف علي زرداري زوج رئيسة الوزراء الراحلة بنازير بوتو هو شخصية من المرجح ان تثير الانقسامات في حال ترشيحه للرئاسة. واضاف المسؤولون ان الحكومة تفكر في اختيار مرشح من احد الاحزاب الصغيرة ومن بينهم محمود خان اشاكزاي من الحزب القومي في ولاية بلوشستان الجنوبية الغربية وافتاب شوبان ميراني من ولاية السند الجنوبية. وقد يلجأ الحزب الى ترشيح امرأة مثل رئيسة مجلس النواب فيهميدا ميرزا او فريال تالبور شقيقة زرداري، حسب المسؤولين. وقد تهدد الانقسامات بين شركاء الائتلاف الذين كانوا على طرفي نقيض في التسعينات، استقرار باكستان وربما تؤدي الى اجراء انتخابات جديدة فيما تقوم الحكومة بمواجهة الازمة الاقتصادية المتفاقمة والتشدد الاسلامي المتزايد. ودعا زعماء العالم باكستان الى التركيز على الاستقرار والوحدة عقب استقالة مشرف. وقال غوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي في بيان بالنيابة عن الرئيس الاميركي ان "الرئيس (جورج) بوش يتطلع الى العمل مع حكومة باكستان في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والامنية التي يواجهونها".