لازالت مشكلة البطء في العمل ملازمة للكثير من المشاريع الخدمية التي يجري تنفيذها في جدة حتى أصبحت مدينة جدة معها مشهورة بمدينة المشاريع السلحفائية وربما يعود ذلك لضعف المتابعة والرقابة من قبل الجهات المعنية وأيضا لتسليم المشاريع لمقاولين يفتقرون للخبرة والمقدرة على تنفيذ مثل هذه المشاريع.. ولعل من الأمثلة الحية على ذلك مشاريع الصرف الصحي ومشاريع تنفيذ عدد من الكباري في بعض شوارع جدة.. وكذلك مشروع السياج الخراساني في طريق المدينة فهذا المشروع الذي بدأ تنفيذه منذ قرابة أربعة اشهرلم ينجز منه أكثر من خمسة كيلو مترات من كوبري صالة الخطوط السعودية با تجاه الشمال وهذا البطء ناتج عن وجود عدد محدود من العمال العاملين في تنفيذه لا يزيد عددهم على خمسة أشخاص وهو أمر لا يتفق مع أهمية هذا المشروع وكونه ينفذ في أحد شرايين جدة الهامة وقد أدى هذا البطء واختزال جزء من الطريق إلى وقوع العديد من الحوادث المرورية.. كما أن تنفيذ الحاجز الخراساني يتم في اتجاه واحد وهو الشرقي من الطريق بينما المفروض في مثل هذه المشاريع أن يتم تنفيذها بشكل متوازٍ في آن واحد ليتم استكماله في الاتجاهين في الوقت ذاته. العديد من سكان جدة عبروا عن استغرابهم في هذا البطء الشديد الذي يسير به تنفيذ المشروع والذي إذا استمر على نفس الوتيرة فإنه لن ينتهي إلا بعد أربع سنوات إذا كان يراد الوصول به إلى كوبري أبحر.. مؤكدين أن المشروع لو سلم لشركة مهتمة لأمكن إنجازه في وقت قياسي خاصة أن تنفيذه يتم في شريان حيوي للمدينة. وأوضح بعض المواطنين أن البطء في إنجاز المشاريع بجدة أصبح سمة واضحة فحفريات الصرف الصحي في شارع الأمير سلطان مضى عليها أكثر من أربع سنوات ولم تنجز والعديد من شوارع جدة الرئيسية لازالت معاول الحفر تعمل فيها في مكان واحد لم تبرحه رغم إن الميزانيات الخاصة بأمانة جدة موجهة بكاملها لهذه المشاريع وحرمت جميع أحياء المدينة من أعمال السفلتة والتجميل والتصريف وقد عمدت الأمانة مؤخرا لتكفر عن تقصيرها تجاه أحياء جدة إلى الاستعانة ببعض رجال الأعمال عن طريق المجلس البلدي لمساعدتها في استصلاح الحدائق وزراعتها داخل الأحياء وكأنها تريد أن تتخلى عن مسئوليتها تجاه الأحياء التي أصبح معظمها يعاني من الترهل والتشويه. المهندس طارق اليافي طالب بضرورة القضاء على البيروقراطية الإدارية في إداراتنا وأسلوب التعامل مع تنفيذ المشاريع لأن الأسلوب المتبع حاليا هو الذي يساهم في تأخير انجازها وأن يكون للمهندس المشرف دور في المشاريع وأن لا تكون مستحقاته عن طريق المقاولين وأن تعطى له صلاحيات إعطاء الأوذونات لمراحل المشروع.. كما طالب بضرورة إيجاد جهات رقابية لكل مشروع مهمتها مراقبة سير العمل فيه منذ البداية إلى النهاية حتى تكون على بينة بالتزام المقاول بكل شروط العقد. المهندس كمال عباس نور قال: إن تعطيل البلديات الثلاثة عشرة في جدة وربط أعمالها جميعا بإدارة واحدة في الأمانة المركزية عطل الكثير من الأعمال ومصالح الناس وانعكس أثره بالتالي على المشاريع التي يجري تنفيذها في المدينة.. وهذا يتطلب أن تعيد الأمانة النظر في الكثير من القرارات التي اتخذتها في السابق وأن يكون للبلديات الفرعية دور أكبر مما هو عليه الآن.. وأن يكون لها. يوسف صعيدي من جانبه قال:إن المطلوب أن لا يسلم تنفيذ مشاريع الخدمات إلا لشركات قوية وذات خبرة وأن لا تسلم لمقاولين عاديين كان لهم دور كبير في تشويه الكثير من مناطق وأحياء جدة.. وهذا سبب أن تنفيذ المشاريع العادية يأخذ وقتا طويلا لا يتفق مع حجم هذه المشاريع.. كما يلاحظ أن العديد من شركات الخدمات إذا فتحت حفرة في الأرض فربما تركتها شهوراً وأسابيع مفتوحة ولم تعد سفلتتها وكأنه لا يوجد لدى الأمانة مراقبون وموظفون يجوبون الشوارع والأحياء ويشاهدون هذه التشوهات التي تملأ الشوارع.