مازال العالم كل العالم ومنذ قرون يسجل للصين تقديرا كبيرا لسورها العظيم.. واليوم يسجل العالم وبتقدير كبير ما قامت به من انجازات تقنية رائدة رائعة في مجال رعايتها لاولمبياد بكين والذي سوف يذكره التاريخ بالعظيم نظرا لما تميز به من ابداع فني وتقني سخرت فيه القدرات الصينية المختلفة كل قدراتها وإمكاناتها في سبيل انجاح حفل الافتتاح الكبير والمدهش.. والحق أن تسخير التقنية وتوظيفها في مختلف مجالات اولمبياد بكين بدأ مبكراً من لحظة الموافقة على اختيار العاصمة الصينية لرعاية الالمبياد. فالتخطيط المبكر والذي اعتمد على تقنيات التصميم والرسم وبعد ذلك التنفيذ جاء واضحا بل جليا في كل شيء. التقنية بصماتها واضحة بل تكاد تكون موجودة في كل شيء حتى في حركة الشباب والفتيات الذين قاموا برسم اللوحات الاستعراضية كانوا مزودين برقائق إلكترونية مزروعة في ملابسهم، وكل حركة منهم كانت مدروسة مبرمجة وليس هناك مجال للخطأ، جميعنا تابع مشاهد الاستعراضات فكانت الحركات واللوحات الاستعراضية تديرها مجموعة تقنية في غرف التحكم، ونفس الشيء يقال في الاضاءة او حتى الالعاب النارية التي يعرف سر تقنيتها الصينيون انفسهم، فهم من اكتشف وابتكر تقنية الالعاب النارية ومنذ القدم. وقبل افتتاح الاولمبياد قامت الصين بتسيير اسرع خط حديدي بين المدن يربط بكين مع تيانجين المشاركة في استضافة الأولمبياد، ودخل طور الخدمة الرسمية يوم الجمعة الأول من اغسطس اي قبل افتتاح الألعاب الأولمبية باسبوع واحد. وهذا القطار سبق وأن كتبنا عنه في تقنية المعلومات العام الماضي من ضمن متابعتنا لمختلف الانجازات التقنية في العالم، والقطار السريع والذي يعتمد على آخر الابتكارات التقنية تم توظيفه لخدمة الاولمبياد وضيوفها من زوار الالمبياد العالمي وسرعته بين مدينتي بكين وتيانجين 350كم/الساعة وهذا هو اسرع قطار ركاب بالعالم ، علماً بأن المسافة بين المدينتين 120كم وسيقطعها القطار في 30دقيقة تقريبا من 70دقيقة حاليا، وعلى طول الخط خمس محطات، والقطارات على هذا الخط ستنقل المتفرجين والرياضيين ورجال الاعلام وركابا آخرين بين المدينتين. ومن ضمن اهتمامها بالتقنية في هذا الاولمبياد قامت الصين بابداع جهاز اعلامى جديد رقمه (1039) لنشر معلومات الخدمات العامة فى بكين تحت اشراف محطة اذاعة بكين الشعبية وشركة بكين للاذاعة، وهذا الجهازالتقني الجديد يقدم معلومات فورية تتعلق بالشؤون السياسية والالعاب الاولمبية والانباء اضافة إلى معلومات خاصة حول احوال المواصلات للمستمعين والمشاهدين، وكذلك سيشاهدون برامج تلفزيونية ويستمعون إلى برامج اذاعية ويقرأون معلومات ويتمتعون بلعبة الامواج المتكسرة على الشبكة من خلال استخدام هذا الجهاز. ويتميز الجهاز ايضا بسهولة الاستخدام ومجانية المعلومات وتم بيعه فى اسواق المنتجات الرقمية المختلفة باسواق الصين خصوصا في المطارات، وبامكان من يملك هذا الجهاز الذي يشبه إلى حد ما الهاتف النقال متابعة احداث الاولمبياد باستمرار. هذا وقامت اللجنة المشرفة على الاولمبياد بتوفير ونصب الالاف من الشاشات الرقمية في مختلف الشوارع والمحطات الكبرى بالعاصمة والمدن والقرى لاتاحة الفرصة للجميع لمشاهدة ومتابعة الاولمبياد وفعالياته المختلفة. مليارات الدولارات صرفتها الصين على اولمبيادها العظيم ليكون عظيما كسورها وساعدها في ذلك تمكنها من التقنية وحسن توظيفها الكبير في مختلف المجالات الفنية والتقنية وبصورة دقيقة ومتميزة. ولقد تابع العالم احتفالية الافتتاح المدهشة والتي نقلتها لنا الاقمار الصناعية وببث مباشر ساحر تراقصت في الصور مع الالعاب النارية الرائعة فكانت التقنية وبلا منازع وراء هذا النجاح الذي يسجل للتنين الصيني ذي القرون والذي بدأ غزو العالم ومنذ قرون.