كلهم يحلمون بزيارة عش الطير والاستمتاع بمشاهدة الالعاب الاولمبية بل كلهم يرغبون في المشاركة فيه لقد بدأ العد التنازلي على افتتاح أولمبياد بكين ولم يتبق الا اقل من مائة يوم ومازالت أعمال بناء الاستادات والصالات تجري بسرعة وبسلاسة وهو أهم شيء لدى الصينين خلال هذه الفترة. ويحتاج اولمبياد بكين إلى 37استادا وصالة، منها 19استاد جديدا وترميم وتوسيع 11استادا، وتخصيص 7استادات احتياطي، وتشير التوقعات إلى أن إجمالي الاستثمارات فيها تصل إلى 2.67مليار دولار امريكي. لذا فقد أولت الحكومة الصينية اهتماما كبيرا لبناء هذه الاستادات والصالات، واستخدمت فريقا هندسيا ممتازا بارعا في التصميم والبناء، ولذلك، فإن الكثير من الاستادات والصالات قد بنيت وصممت بناء على أفكار مبهرة وقيمة تجمع بين حداثة التقنية والجمال، خاصة الاستاد الوطني وهو "عش الطيور" و مركز السباحة الوطني وهو "المكعب المائي" وقد حظيت الفكرة المبهرة في تصميمهما بتقدير وثناء كبيرين، وستكون فكرة إنشائهما علامة مضيئة بارزة في تاريخ معمار الأولمبيادات. وأطلق على الاستاد الوطني الذي سيستضيف مراسم الافتتاح والاختتام اسم عش الطيور بفضل الهياكل الحديدية والفولاذية المتشابكة المستخدمة فيه بحيث يبدو من الخارج وكأنه مجموعة كبيرة من أعشاش الطيور. وتجدر الإشارة إلى أن أعمال بناء هذا الاستاد بدأت في الحديقة الأولمبية بشمال مدينة بكين في نهاية ديسمبر عام 2003، وهو الان في اللمسات الاخيرة ، وأشار المهندس لي جين لين إلى أن العمال قاموا بتغطية الاستاد بمواد شفافة على الهياكل الحديدية والفولاذية لحماية الجماهير من الرياح والمطار. و أضاف إن فكرة تصميم استاد عش الطيور مميزة ومبهرة لأن الهيكل الخارجي عبارة عن تشابكات تتكون من الفولاذ والحديد، وهي فكرة لا مثيل لها في تاريخ المعمار، ولا شك أننا واجهنا صعوبات كثيرة في عملية البناء. ووفقا للتصميم والتخطيط فقد فكر مصممو الاستاد الوطني بشكل جيد بحيث يمكن تحوير وظائفه ولا يقتصر الأمر على الرياضة فقط وإنما مستخدم أيضا في الثقافة والمعارض والتجارة والسياحة والترفيه، ليصبح الهدف رياضيا واجتماعيا والاقتصاديا. وقال نائب رئيس شركة الملاعب الوطنية تشانغ هنغ لي بعد اختتام الأولمبياد، سنقيم بعض الأنشطة التجارية في استاد عش الطيور لتفعيل دوره الاجتماعي والتجاري بصورة عملية حيث سيصبح ملعبا رئيسيا تقام عليه مباريات كرة القدم، كما سيصبح أيضا مركزا تجاريا ورياضيا وترفيهيا. وفيما يخص مركز السباحة الوطني أو "المكعب المائي" الذي يقع بجانب الاستاد الوطني "عش الطيور" فإنه سيستضيف المنافسات العالمية في السباحة والغطس والكرة المائية.وهو محاط بالمياه من الجهات الأربع إضافة الى أن شكله العام الخارجي مثل قطرة الماء أو قطرة الندى. قطرة الندى تعكس وتترجم الصفاء والشفافية في ظل الأشجار المتمايلة مع النسيم. أما قطرة الماء فترمز الي عودة الانسان الى الطبيعة كما أنها تجسد فكرة الأولمبياد الأخضر. وأبدى هاين قيربروجين رئيس اللجنة المنظمة باللجنة الأولمبية الدولية للدورة ال 29من الأولمبياد الصيفي سعادته لأن عملية بناء الاستادات والصالات جرت بسلاسة وتسير في طريقها المرسوم. وظلت بكين تعمل على تنفيذ مفهوم الأولمبياد الأخضر، فالمفاهيم الثلاثة أي الأولمبياد الشعبي والعلمي والأخضر تمثل مفهوم وسعي الصينيين لروح الألمبياد. واستثمرت بلدية بكين حوالي 120مليار يوان صيني في مجال حماية البيئة منذ عام 1998، حيث أثبتت التقارير أن حالة الهواء في بكين قد حققت تحسنا ملحوظا خلال السنوات الثماني الماضية وأن نقاء ومستوى مياه الشرب ظلت على مستواها الثابت بل إن نقاء مياه الشرب في الحوض الأسفل وأحياء المدينة المركزية قد أصبح أحسن بشكل كبير وقلت الضوضاء أيضا في كافة الأماكن. وعلى الرغم من أن بكين قد حققت نتائج طيبة في مجال حماية البيئة، إلا أن أنشطة حماية البيئة ما زالت تواجه تحديات كبيرة وهي تستعد لاستقبال الأولمبياد في العام المقبل، بما فيها ازدياد عدد السيارات في بكين، حيث وصل العدد إلى ثلاثة ملايين سيارة حتى ال 26من مايو الماضي، الأمر الذي يجعل منظمي دورة بكين الأولمبية يشعرون بقلق في مواجهة هذا الواقع.وسوف تصدر توجيهات إلى عدد معين من السيارات بعدم السير خلال فعاليات دورة بكين الأولمبية. واستقبلت بكين العديد من المتطوعين للعمل في اولمبياد بكين معظمهم من الطلاب وقال الطالب تشاو هانغ يوي عملت خارج بكين وسأعود على حسابي الخاص لأكون متطوعا لأولمبياد بكين وأضاف بأنه سينال دعم وحدة عمله لأن دورة بكين حلم الصينيين جميعا وفرصة طيبة للدعاية ولتطوير المؤسسات الصينية حيث تحتاج بكين الى مائة الف متطوع. وأشار سون وي ده نائب مدير إدارة الإعلام والاتصال بلجنة بكين المنظمة إن مهمتهم هي تهيئة أفضل الظروف الممكنة للاعبين للتنافس في بكين. والتعرف على الاحتياجات المختلفة للاعبين والسياح والزوار وتوفيها. وأكد أنه سيتوفر في القرية الأولمبية مركز خدمات دينية وسيكون مفتوحا خلال فترة الأولمبياد والأولمبياد الخاصة، للاعبين والمسئولين والعاملين. وبالنسبة للإقامة، يوجد في بكين سبعمائة فندق ذو نجوم، وأربعة آلاف فندق بدون نجوم، حتى تكون بكين قادرة قادرين على استقبال الضيوف الدوليين، الذين توقع أن يكون عددهم خلال الأولمبياد حوالي خمسمائة ألف ضيف أجنبي منهم اللاعبون والصحفيون. كما توقع ان يبلغ عددالصحفيون واحدا وعشرين ألفا وستمائة صحفي معتمد وحوالي عشرة آلاف مراسل غير معتمد، ، ولهذا أصدرت الحكومة الصينية سياسة جديدة بدأ تطبيقها من يناير هذا العام لتيسير التغطية الصحفية للإعلاميين الأجانب، ومن ذلك تبسيط إجراءات مقابلات الصحفيين الأجانب مع الصينيين، فلا حاجة إلى موافقات مسبقة ولا حاجة إلى جهة صينية راعية لزيارتهم إلى الصين ولا موافقة السلطات المحلية للمناطق التي يزورونها ، كما كان في السابق، فقط المطلوب هو موافقة الشخص الذي تُجرى معه المقابلة. وفي نوفمبر عام 2004أقامت بكين المركز الإعلامي الأولمبي ، ومنذ ذلك الوقت وهي تعقد مؤتمرا صحفيا كل يوم أربعاء لإطلاع الصحفيين على أحدث المستجدات في استعدادات مدينة بكين للأولمبياد، ويقدم المركز خدمة على مدار الساعة للرد على أي استفسارات بهذا الشأن. وهناك لجنة أولمبية للتحدث باللغات الأجنبية ويوجد في بكين حالياً أربعة ملايين وثمانمائة ألف فرد يتحدثون بعض اللغات الأجنبية. وتختلف دورة بكين عن الدورات الأخرى فالمشاركة الجماهيرية في دورة بكين تحتاج إلى مائة ألف متطوع، كما تحتاج الى، تحقيق رقم قياسي في مسار الشعلة الأولمبية من حيث طول المسار وعدد حاملي الشعلة وارتفاعها عن مستوى سطح البحر، حيث يبلغ طول المسيرة (137) ألف كيلومتر وتستغرق (130) يوما ويشارك بها أكثر من عشرين ألف حامل وتمر بقمة إفرست، وهي الأعلى في العالم، وستمر بمائة وخمس وثلاثين مدينة. وتتميز دورة بكين بتنفيذ برنامج التعليم الأولمبي، وانشاء مقررات علوم الأولمبياد في خمسمائة ألف مدرسة في الصين. وبالعودة الى اولمبياد أخضر يقول سون وي ده يشمل مفهوم "الأولمبياد الخضراء" التي تشمل استخدام المواد الخضراء في بناء الصالات الرياضية والملاعب، وتطوير المؤسسات المنتجة للمواد الخضراء في بكين وتطوير تكنولوجيات تحسين البيئة وأخيراً رفع وعي مواطني بكين بحماية البيئة والاقتصاد الدوري. وقال وانغ نينغ نائب مدير الادارة المسؤولة عن مراسم الافتتاح ومراسم الختام ان تجارب مراسم الافتتاح ستبدأ في الاول من مارس وتتحرك إلى استاد "عش الطير". وصرح جيانغ شياو يو نائب الرئيس التنفيذي للجنة بكين المنظمة قائلاً نريد خلق أبهة بخصائص صينية غير عادية تتميز بمؤثرات التكنولوجيا العالية وتفاعل الجمهور. من جهته اوضح المخرج السينمائي الصيني تشانغ يي مو، الذي ينظم مراسم افتتاح وختام اولمبياد 2008، ان المراسم ستستمر لحوالي ثلاث ساعات ونصف الساعة. كما دعت اللجنة المنظمة مخرج هوليود استيفن سبيلبرج والاسترالي ريك بيرش والفرنسي ايف بيبان ليكونوا مستشارين فنيين لمراسم الافتتاح. وتقدر تكاليف المجمع الرياضي الأولمبي والقرية الأولمبية بحوالي أربعة مليارات يورو. إلى جانب هذا قررت بكين تخصيص ستة أضعاف هذا المبلغ لتطوير البنية التحتية للمدينة. ولا يتوقف الأمر على الأموال فحسب. أثناء دورة الألعاب الأولمبية سيكون عدد من المسارات في الطرق الكبرى محجوزاً لحركة المرور الخاصة بالدورة.