نظم مركز شؤون الإعلام في أبوظبي محاضرة لماكسيمو كايال وزير الدولة الأسباني السابق للشؤون الخارجية والممثل الشخصي لرئيس الوزراء الإسباني.. حول "مبادرة تحالف الحضارات بين الغرب والعالمين العربي والإسلامي" والتي كان قدمها خلال مؤتمر "حلف الحضارات" الذي عقد في مدريد في يوليو الماضي. وأكد ماكسيمو كايال خلال المحاضرة التي حضرها عدد من ممثلي الدول الأجنبية المعتمدين لدى الامارات ونخبة من السياسيين والمفكرين ضرورة تعزيز الحوار وبناء جسور الثقة بين الشعوب وتوحيد الإرادة السياسية الجماعية لمواجهة الاضطرابات العالمية التي سببتها نظرية صدام الحضارات.. موضحا أن هذه المهمة العاجلة تشكل المبرر الأساسي لوجود تحالف الحضارات. وقال إن هذا التحالف الذي دعا إليه خوزيه زباتيرو رئيس الوزراء الإسباني في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر عام 2004هو أداة سياسية عالمية فريدة في يد الأممالمتحدة جاء ليكون دعما للتعددية والشرعية الدولية.. بهدف إقامة نظام من القيم والمبادئ والأخلاق الدولية في مقدمتها الاحترام الكامل للديمقراطية وحقوق الإنسان وتعزيز التفاهم والتسامح بين الثقافات والشعوب ومنع اتساع الهوة فيما بينها. وأشار إلى أن العالم يقترب حاليا من مرحلة جديدة تتطلب نظاما عالميا متعدد الأقطاب يضع مجموعة من القوانين التي تضمن التعايش العالمي بالاعتماد على المبادئ التي يدعمها تحالف الحضارات والتي تعارض الأحادية والحرب الوقائية وازدراء الأممالمتحدة. وأضاف المحاضر الإسباني أن مصداقية حلف الحضارات تتزايد وتستقطب دعما دوليا كبيرا من جانب الكثير من الحكومات والمنظمات الدولية التي عبرت عن اهتمامها بهذه المبادرة منذ بداية عرض الفكرة.. منوها إلى أنه يوجد حاليا أكثر من ثمانين دولة ومنظمة دولية انضمت لمجموعة أصدقاء الحلف وتدعمه سياسيا وماليا وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب أسبانيا وتركيا وقطر والنرويج. ودعا في هذا الصدد المجتمع الدولي من حكومات ومنظمات دولية والمجتمع المدني للانضمام لهذا المسعى العالمي لمجابهة التطرف وتفادي تدهور العلاقات بين المجتمعات مما يهدد الاستقرار الدولي. وأشار ماكسيمو كايال إلى أن تحالف الحضارات يتمتع باستدامة مسار الدعم المؤسساتي من جانب الأممالمتحدة وبرعاية مشتركة إسبانية وتركية وتعيين ممثل رفيع المستوى للحلف منذ عام . 2007.مبينا أنه تم عقد أول منتدى للحلف في مدريد قبل حوالي أسبوعين ومن المقرر أن يعقد الثاني العام القادم في تركيا كما أن البرازيل تقدمت بطلب استضافة المنتدى الثالث عام 2010.وأكد أن المنتدى الأول لحلف الحضارات يعتبر نقطة انعطاف لأنه لأول مرة منذ إطلاق هذه المبادرة يقوم الحلف بتقديم رزمة واسعة من الإجراءات الملموسة والعملية أمام المجتمع الدولي لتأسيس استراتيجيات وطنية وعقد شراكات مع الحلف والتوقيع على خمس اتفاقيات بين الممثل الأعلى وكل من اليونسكو وجامعة الدول العربية والإيسيسكو والأليسكو ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة. كما تم توقيع خطاب نوايا مع مجلس أوروبا فضلا عن طرح مبادرات مختلفة مثل الإعلان عن إستراتيجيات وطنية وإقليمية لتبادل الحوار الثقافي من طرف الحكومات وإقامة صندوق للتضامن مع الشباب، وإنشاء شبكة عالمية للمؤسسات الخيرية والصناديق الخاصة وإقامة شبكة تحالف لسفراء النوايا الحسنة. وأوضح أن جهود الحلف ستكمل عمل الأممالمتحدة لتنفيذ الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب التي تبنتها الجمعية العمومية في العام . 2006.كما ستعزز مساعي الدبلوماسية الوقائية وتدعم عمليات السلام المستدامة ولن يتحقق ذلك إلا إذا قامت الدول الأعضاء بتبنيها في سياساتها الوطنية. كما تطرق ماكسيمو كايال إلى خطة إسبانيا الوطنية بشأن تبني "حلف الحضارات" من قبل جهات وزارية مختلفة.. مبينا أنها جاءت في إطار رؤية متماسكة تهدف إلى تعزيز التفاهم المتبادل واحترام وجهات النظر المختلفة ودعم القيم المدنية وثقافة السلام وتحسين إدماج المهاجرين ورفع مستوى إمكانياتهم مع إيلاء اهتمام خاص للشباب وترويج ونشر "مبادرة حلف الحضارات".