في لقاء ظريف على غير عادة إذاعة بانوراما اف ام، استمتعت على مدى ساعة كاملة باستضافة أعضاء فرقة "جدة ليجندز" "قصي" و"مراد" ومدير أعمال الفرقة "حسن". ما ميز اللقاء العفوية التي انطلق بها أعضاء الفرقة والحماس الجميل الذي ملأ عباراتهم وأجوبتهم بعيداً عن الأدوار المرسومة والأجوبة مسبقة التحضير. ما يهمني بشكل رئيسي هو حديث الشباب عن دور الانترنت المهم في نجاحهم وتعارفهم على بعضهم البعض. فحسن مدير الأعمال التقى مراد أحد الأعضاء المؤسسين عن طريق إحدى غرف الشات! والفرقة تتواصل مع معجبيها وأفكارهم عبر صفحتهم على موقع الفيس بوك. ويكاد يكون جل جمهور الفرقة من جيل الانترنت ورواده. ليست هذه التجربة الأولى لشباب سعوديين موهوبين حقيقة في تأليف وإعداد أغاني راب أو هيب هوب أو روك، ولكنها ربما التجربة الأولى التي وجدت طريقها خارج أسوار الإنترنت لتشكل منافساً حقيقياً وخطراً لأباطرة الإنتاج الفني في العالم العربي. الجميل في هذه التجارب مهما أخذ عليها من ملاحظات أنها تنطلق من أوساط شبابية لتعبر عن اهتمامات شبابية نسيها أو تناساها الوسط الفني الحالي. ولكن الأجمل في كل ما سبق وما أشعرني بكثير من الغبطة أن تجربة هؤلاء الشباب نجحت رغم أنها كسرت كل قواعد المنتجين الوهمية التي تروّج لقاعدة "الجمهور عايز كده"! ففرقة "جدة ليجندز" لم تقدم أغاني عاطفية -رغم عدم اعتراضي عليها كمبدأ- ولم تدغدغ الجانب الغرائزي بل تجاوزت إلى حد إقحام قضايا ذات ثقل سياسي وقومي ومع ذلك حققت حضوراً جماهيرياً وانطلاقاً لافتاً. السؤال المطروح: ألم يحن الوقت للمنتجين العرب أن يعيدوا النظر في تغيير أسطواناتهم المشروخة "الجمهور عايز كده" التي تثبت الأيام يوماً بعد يوم أنها لم تعد صالحة للنشر الاستهلاكي!