جمعت موسيقى ال«هيب هوب شباباً من ألمانيا وتركيا وفرنسا ومصر، في الإسكندريةوالقاهرة. وخلال أسبوع تبادلوا أساليب وأفكاراً في حفلتين. بدأت فرقة «واي كرو» الحفلة الأولى التي استضافتها ساقية الصاوي في القاهرة أخيراً، بدعم من معهد «غوته» الألماني. ولأن أعضاء الفرقة من الإسكندرية، فقد قدموا العزاء وطلبوا من الجمهور مشاركتهم في الحداد على روح زميلهم الشاب خالد سعيد الذي شغلت قضية مقتله الرأي العام المصري. قال أعضاء الفرقة: «كلنا أصدقاء حتى قبل أن يجمعنا الهيب هوب الذي نعتبره وسيلتنا للتعبير عن مشاكلنا هي مشاكل الناس دون أن نتقيد بقواعد لحنية. نحن أقرب إلى الغناء الشعبي. توجد مساحة كبيرة للارتجال والانطلاق وأيضاً بساطة الكلمات وإن كانت تصل إلى هدفها وتعبر عن قصص من الواقع». وغنت الفرقة التي ظهرت للمرة الأولى منذ أربع سنوات عندما شاركت في حفلة في مكتبة الإسكندرية مع فرقة «بلو منتوف» الألمانية، «يللا بينا بأعلى صوت.. أصل المزيكا جامدة موت.. ومزيكا بتطلعني من المود.. أمشي في الشارع مبسوط.. وأنسى كل اللي فات». وقبل كل أغنية، يطلب مغني الراب من الجمهور أن يبدي استعداده لسماع أغنية جديدة، وإن لم يرضه حماس الجمهور يطالبه بمزيد من التصفيق والتشجيع. وكذلك فعلت الفرق كلها، لأن حماسة الجمهور أصبحت تقليداً في ثقافة الهيب هوب. اللقاء الذي جمع هؤلاء الفنانين جعل كل واحد منهم يختبر ما لدى غيره من تجارب مشابهة ومختلفة في آن. ونتج منه تسجيل 3 أغنيات بالتركية والعربية والألمانية والفرنسية منها أغنية «فاطيما» التي قدموها في نهاية الحفلة في القاهرةوالإسكندرية. ويقول مومو أحد المشاركين في اللقاء والمسؤول عن «الميكسر»، إن «كلمات الأغنية تأخذنا ضد الوصاية والرقابة وعدم الثقة التي تبديها بعض المجتمعات تجاه الفتاة باعتبارها قد تجلب العار لذويها». ومن برلين، شاركت فرقة «berlin all stars» وهي عبارة عن مشروع اجتماعي يتعاون فيه نجوم الهيب الهوب والراب مع شباب برلين. ومن تركيا شاركت فرقة «آيبن»، وتقول الرابر التي تسمى الفرقة باسمها، ونالت شهرة عقب مشاركتها في فيلم «عبور الجسر» إخراج فاتح آكين، إن «أغاني الفرقة مشحونة بالموسقى التركية الشعبية مع عناصر من الروك». أما فرقة «المطبخ» فشاركت في اللقاء آتية من فرنسا وغلبت على نتاجها الموسيقى الإلكترونية فيما ارتدى أحد عازفيها ملابس طباخ مضفياً جواً مرحاً على الحفلة. ويقول محمد الديب من فرقة «وجهة نظر» المصرية : نحن على استعداد للذهاب مع الهيب هوب إلى ما لا يتخيله أحد من قبل». وفي نهاية الحفلة التي استمرت نحو 3 ساعات، وقف جميع أعضاء الفرق المشاركة على المسرح ليقدموا الأغاني الثلاث نتاج الورشة. وطلبوا من الجمهور التقاط صورة معهم وأظهر كل «رابر» (مغني راب) مهارته في الأداء. يقول مهندس الديكور محمد يحيى الذي حضر الحفلة: «لست من المعجبين في شكل كبير بالهيب هوب، ولكني وجدتها فرصة أن استمع إلى كل هذه الفرق مع بعض. وهذه الموسقى آخذة في الانتشار في العالم وفي مصر بالذات خلال السنوات الخمس الأخيرة، خصوصاً مع اهتمام الإذاعات التي تبث أعمالها على الإنترنت».