شكل ظهور قصي كفنان في الأوساط الشبابية تحولا كبيرا؛ نظرا إلى الفن واللون الغنائي الذي حمله معه من أمريكا، حيث كوّن شهرة كبيرة مقارنة بالفترة التي ظهر بها.. وحتى يتفادى الانتقادات التي تقدم لفن الراب من قبل البعض حاول إضفاء اللمسة الاجتماعية وصفة الرسالة عليه، وخلصه من السقوط في وحل الشتيمة التي كانت تلتصق به.. له عدد من الآراء والتوجهات التي تخص عددا من الألوان.. متى بدأت لديك فكرة تقديم الراب «الهيب هوب» المعرب؟ الفكرة كانت موجودة لدي منذ زمن، و لم أركز عليها، لأنني عندما دخلت مجال «الراب» في تلك الأيام لم تكن التكنولوجيا بنفس ما نراه اليوم، إضافة إلى الإنترنت والإعلام الذي يلعب دورا كبيرا، وحينها كنت في أمريكا والراب الذي كنت أقدمه كان بالإنجليزية، ومع هذا كنت أضع بعض اللمسات العربية عليه، لأني مهما ابتعدت واغتربت أبقى شابا عربيا وسعوديا أفتخر بوطني وبلغتي العربية، وبعد ما رجعت من أمريكا تعمقت أكثر وبدأت أطور من نفسي في الألوان العربية. هل تعتقد أن «الهيب هوب» سيكون في المستقبل لونا مهما في الأغنية السعودية؟ هو لن يطور أو يغير في الأغنية السعودية، لأنها تبقى مثل ما هي الأغنية المحافظة على مقاماتها وطريقة طرحها، ولكن نستطيع القول إن «الهيب هوب» أدخل لونا جديدا عليها، ولو كان هناك تطور فمن الممكن أن يكون في إدخال إيقاعات جديدة تمتزج فيها الأغنية السعودية الأصيلة مع بعض إيقاعات الجديدة. كيف وجدت ردود أفعال الفنانين من حولك، خصوصا أنهم يرون أن الرقي الفني يتمثل في الأغنية الطربية وليس «الهيب هوب»؟ حقيقة من المفترض ألا يزعجهم هذا الأمر، لأنه لا يتدخل في ألوانهم أو يضايقهم وبعيد كل البعد عنهم، ولو رجعنا لبداية فن الهيب هوب لوجدنا أنه بدأ في أواخر السبعينيات، والأغنية السعودية ظهرت قبل هذا الفن، ومعروف أن لها جمهورها، وأيضا فن الهيب هوب له جمهوره، ولكن الأهم من هذا أنهم متى ما أرادوا الدخول في هذا الجانب فإني على استعداد كامل للتعاون معهم وتطوير الأغنية بطريقة تضفي عليها جمالية خاصة. هناك من كان يظن أن اللون الذي تقدمونه خاص بلغة السباب والشتم وبلهجة شوارعية، كيف استطعت تغيير هذه المفاهيم؟ أولا فن الهيب هوب له عدة خطوط وألوان، وأتفق أن السفاهة والسب أحد هذه الخطوط وأنه بدأ من الشوارع، ولكن ليس كل ما يحضر من الشارع سيئا، فهو بدأ إيجابا، خاصة أنه يحكي قصص المجتمع بطريقة جديدة، ويعالج قضاياهم، ولكن عندما تطور ودخل في مجال «البيزنس» أصبح الجميع يسعى وراء المال، وأصبحت المادة هي المحرك الرئيسي لهذا الفن، والجميع يسعى ليبيع دون النظر لما يقدم، وبحكم عاداتنا وتقاليدنا المحافظة، فالمجتمع دائما لا يقبل أي دخيل علينا، والجميع يشاهد كيف يعاني الفنانون وهم يقدمون فنهم بلغتنا، فكيف بي وأنا أقدم شيئا مختلفا كليا؟!. قبل ظهورك على الساحة كانت هناك أصوات شبابية تغني فن الهيب هوب مثل كلاش.. ما رأيك فيما يقدمه؟ أنا بدأت «الراب» قبل «كلاش»، ولكن ظهوري للساحة كان متأخرا، وكنت أطرح بعض الأغاني، ولكن لم يكتب لها الانتشار، والشيء الذي يختلف عما أقدمه ويقدمه كلاش هو أن الآخر يغني الراب المعرب 100 %، وبجهد شخصي يحاسب عليه إذا أصاب أو أخطأ، «كلاش» فنان ومبدع ولكن بدايته خاطئة، وهو يعرف هذا الشيء، وأعتقد أنه الآن بدأ يغير ما يقدمه، ويعي ويفهم هذا الفن، وهو الآن يخطو خطا رائعة، وأنا كأخ كبير له ومن خلال منبر «شمس» أوجه له الدعوة، وإذا أحب أن يكون بيننا تعاون فصدري رحب له، وفي النهاية أحب أن يكون هناك منافسة أخوية شريفة. لو حاول راشد الماجد أو عبدالمجيد غناء فن الراب.. هل سينجحان أم أن هناك شروطا لا بد من توافرها؟ أنصحهما ألا يفكرا في الدخول إلى الراب أو الهيب هوب، ولو أحبا أن يضيفا بعض اللمسات على أغانيهما فإنهما يحتاجان إلى اختصاصي في فن الهيب هوب يلم بجميع الأمور، ودع راشد وعبدالمجيد مثل ماهما على فنهما الرائع الذي يقدمانه، وأنا سأبقى على فني، ولن يأتي اليوم الذي أمسك فيه العود وأدخل في مجالهما. لماذا لم تفكر بدمج الأغاني مثل «الأماكن» وتحويلها إلى راب؟ نحن عملنا ذلك منذ عامين مع الفنان الدكتور عبدالله رشاد من خلال أغنية «عيش يومك» وحولناها إلى هيب هوب، ولقيت إعجاب الكثيرين حتى الفنان عبدالله رشاد انبهر عند سماعها، وأعجب بها، وبالعكس نتمنى العمل بأغاني الفنانين الآخرين، خصوصا أن هناك فنانين طوروا بعض أغانيهم بفن الهيب هوب مثل تامر حسني، عمرو دياب، والشاب خالد. هل سنسمعك قريبا تغني لنادي الاتحاد بلغة الراب؟ «بابتسامة» أنا عملت أغنية عمرها سنة ونصف لنادي الاتحاد، وأدخلت عليها الإيقاعات العربية، وقدمتها بلون أعجب الكثيرين، لكنها لم تخرج من الاستديو ولن تخرج إلى أن يأتي الداعم الرسمي لتبنيها، وإعطائها حقها أما غير ذلك «معلش». لو اخترت دويتو مع فنانة عربية أو خليجية في الراب فمن تختار؟ طبعا أتمنى مع الكثير، ولكن أكثر ما يشدني جدا بحكم «الاستايل» المختلف والقريب من الهيب، الفنانة مريام فارس، أما بالنسبة إلى الفنانات الخليجيات فلم أقتنع بوجود فنانة يناسبها هذا اللون. سمعنا أخيرا عن خروج مراد من الفرقة وتركه للمجال بالكامل؟ مراد أوقف لأسباب شخصية، وأتمنى له التوفيق وليس عندي أي إضافة غير هذه الكلمة. هناك أصوات شبابية كثيرة تقدم فن الهيب هوب ولكنها لم تصل إلى ما وصلت إليه.. فما السبب؟ «الدنيا حظوظ»، وفي الأخير الموضوع اجتهاد وسعي وخبرة، والحمد لله جميعها أمتلكها، ومثلما جاء دوري سيأتي دور غيري، خصوصا أنني وضعت لنفسي هدفا ومسيرة أمشي عليهما. ماذا يعني لك دعم بلاتنيوم ريكورد؟ دعم بلاتنيوم أعطاني الكثير، وهم لهم الفضل بعد الله في بروز قصي، خصوصا أنه من الصعب التوقيع مع فنان في مجال الهيب هوب، لأنها تعتبر خطورة من جميع النواحي، خصوصا من ناحية التسويق والمبيعات والإعلانات، وهل سيكون له قبول أم لا؟! خصوصا أنك تتحدث عن مؤسسة تحت مظلة ال «إم بي سي» وهي تعتبر أقوى مسوق عربي. هل سنشاهد قصي في دويتو مع أحد الفنانين العالميين؟ من الطبيعي أن طموح أي شخص يعمل دويتو مع فنان عالمي، ولكن الفترة هذه لا أفكر حتى يكون لي اسم، وهناك كثير من رغبات الجمهور الذين يتمنون أن أعمل مع أي فنان أجنبي منهم «ايكون» و «سنوب دوق»، ولكن شخصيا أتمنى العمل مع «لانوريشيت». رابح صقر سيطرح أغنية لمايكل جاكسون هل تتوقع أن يلاقي النجاح ؟ على حسب، لأن مايكل جاكسون لا أحد يستطيع أن يصل لمكانته، ورابح فنان ومبدع ومخضرم وقوي ويكتب ويلحن أعماله، وهذا تحدٍ بالنسبة إليه وسننتظره. ما جديدك؟ هناك عمل نحضر له مع منى أمنارشا، وعبدالفتاح القريني، وبعد شهرين سأخصكم في «شمس» بأغنية عن الآباء، وهناك عدد من الأفكار التي نعمل عليها، وأحب أن أخبر جمهوري بأنني رجل أفعال وليس أقوال .