أظهرن التقارير التي وصلت مؤخراً أن حصيلة المعارك الدائرة بين روسيا وجورجيا وصلت الى 2000قتيل، وآلاف اللاجئين الذين تم تهجيرهم من منازلهم عقب الاشتباكات العسكرية. ومساء أمس قصفت الطائرات الروسية مدينة تبليسي، إضافة الى الانتصارات التي حققها الجيش الروسي في الإقليم الساعي للانفصال عن جورجيا. وكالعادة عندما يدور الحديث عن تجارة السلاح، والتدخل من وراء الكواليس، وصناعة ثروة على جثث الأبرياء، فان للإسرائيليين اليد الطولى تقريباً في أي حرب تدور على وجه الأرض. وحتى في هذه الحرب الحالية التي يسعى فيها اقليم اوسيتيا الى الانفصال عن جورجيا والانضمام الى روسيا، استطاع الإسرائيليون أن يحققوا الثروة من بيع السلاح للانفصاليين. وهذا كله يجري على الرغم من الحرج الكبير الذي تواجهه إسرائيل من الطلبات المتكررة من الروس بوقف إمدادات السلاح. ووصلت هذه المطالبات الى حد تهديد روسيا بوقف علاقاتها مع إسرائيل كما حدث في الأيام التي تلت حرب عام 1967.من جهة أخرى أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس الأحد أن إسرائيل خفضت منذ حوالي سنة صادرات الأسلحة الى جورجيا التي تخوض نزاعا مسلحا مع روسيا عبر حصر مبيعاتها بمعدات "دفاعية". وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه "منذ حوالي سنة، قمنا بالحد جديا من مبيعاتنا من الأسلحة لجورجيا، لم نعد نسلم معدات هجومية الى هذه الدولة". و أوضح "لم نكن نريد أن نصبح ابرز مزود للأسلحة لجورجيا رغم أن صادراتنا حصرت بحوالي 200مليون دولار خلال سنتين". وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ذكرت الأحد أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أوصت بتجميد مبيعات الأسلحة الإسرائيلية الى جورجيا خشية ردود فعل روسيا في حال استمرار هذه الصادرات. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن الخارجية تخشى أن تقوم موسكو ببيع أسلحة مضادة للطيران الى إيران وسوريا في حال واصلت إسرائيل تسليم أسلحة الى جورجيا. وقال المسؤولون للصحيفة "على إسرائيل أن تتوخى الحذر الشديد. إن الروس يصدرون الكثير من الأسلحة لسوريا وإيران ويجب عدم إعطائهم ذريعة لكي يبيعوا معدات متطورة لهاتين الدولتين".وإسرائيل قلقة خصوصا من احتمال تصدير روسيا نظاما دفاعيا مضادا للطيران من نوع اس- 300لإيران ما سيزيد من صعوبة شن هجمات محتملة على منشآتها النووية. وقبل أشهر تم الكشف عن التعاون العسكري بين البلدين حين أسقطت طائرة روسية في جورجيا طائرة بدون طيار من صنع إسرائيلي. واعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه العملية بمثابة تحذير أطلقته موسكو للدولة العبرية. من جهتها أوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل باعت في السابق طائرات بدون طيار وتجهيزات للرؤية الليلية وكذلك صواريخ لجورجيا. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فان عدة شركات أمنية إسرائيلية تنشط في جورجيا ويرأس إحداها الجنرال في الاحتياطي غال هيرش وهو قائد سابق استقال من الجيش اثر إخفاقات الحرب في لبنان خلال صيف 2006.و أشارت الصحف أيضاً الى وجود عناصر سابقين من الشين بيت، جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، في جورجيا وكذلك من مجموعات تسلح خاصة وعامة. صحيفة إسرائيل نيوز ، الوكالات