قلنا إذا اعتقد الشخص أن الأشياء السيئة والأخطار تُصيب الآخرين ولا تصيبهُ هو شخصيا مما يدفعه إلى ركوب المخاطرات بجرأة غير عادية وتضاعف احتمالات تعرضه للأخطار، رؤيته السلبية تلك يُطلق عليها التفاؤلية الدفاعية حسب تعريف الدكتور محمّد أحمد النابلسي عضو مجلس اتحاد الأطباء النفسيين العرب وهكذا فان اعتبار المرء نفسه أقل تعرضا للأخطار من الآخرين يدفعه إلى إهمال الإجراءات الوقائية اللازمة، أيضا فإن الانسياق والاندفاع للتسليم بالقدر (Mood of fatalism) ينتج عنه سيادة نمط الجسارة واللامبالاة بالأخطار حسب رؤية ديفيد ماتزا (ماتزا÷سايكس 1967) والتسليم بالقدر بشكل مُطلق دون (اعقلها وتوكل) يدفع بالبعض إلى التهور والاستهتار بالحياة ويتضح هذا النمط بشكل سافر أثناء قيادة السيارة حيث يُطلِق السائق المتهور العنان لجنونه فيرتكب من الحماقات ما لا يقبله عاقل وحين تتم مناقشته يحيلك إلى القدر وأنه لن يحدث له إلاّ ما قد كُتِبَ له وهذه بالطبع نظرة قاصرة فعدم التزامه بأساليب القيادة الصحيحة وتجاهله لضوابط السلامة يُشبه الانتحار مع سبق الإصرار. إن ارتكاب المخالفات المرورية والأخطاء أثناء السياقة (حسب احصاءات الحوادث 1427ه) يعد السبب الرئيس لحوادث المرور حيث تصنف أخطاء السياقة تحت أربع فئات عامة: @ المخالفات المرورية @ سوء استعمال المركبة @ سوء التخطيط أثناء السياقة @ عدم التقيد بأنماط السياقة السليمة وتعد المخالفات المرورية أسوأ وأخطر المُمارسات التي يرتكبها السائق، فالسرعة الزائدة على سبيل المثال لازالت تتصدر أسباب وقوع الحوادث في بلادنا ويأتي بعدها قطع الاشارة والتجاوز الخاطىء وبقيّة المخالفات والأخطاء التي يرتكبها أصحاب نظرة التسليم بالقدر ولهذا لابد أن تكثّف الرسائل الاتصالية التوعوية لهذه الشريحة المتهورة وأن يتم تركيز دوريات المرور داخل المدن وأمن الطرق خارجها على ضبط كل متهور لا يُبالي بالقوانين ولا اشترطات السياقة الآمنة على الأقل من أجل حماية (القلّة) من العُقلاء المُللتزمين ( لقلِةِ العُقلاء لم يُعرفِ الحَمءقى)..!