كشفت دراسة أجرتها غرفة تجارة وصناعة دبي عن تأثر أعمال المقاولين ومطوري العقارات في دبي من ارتفاع أسعار مواد البناء التي بدأت الصعود مجددا لعوامل داخلية وخارجية. وأكدت الدراسة أن التوقعات المستقبلية المرتفعة بشأن قطاعات البناء والتشييد والعقارات في الإمارات يجعل سوق مواد البناء واعداً ويمكنه استيعاب مزيد من الاستثمارات بهدف تلبية الطلب المحلي والإقليمي. ودعا عدد من رجال الأعمال ومديري شركات التطوير العقاري الحكومة إلى اتخاذ الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة القطرية مؤخرا بتثبيت أسعار عدد من مواد البناء مثل الأسمنت والحديد والطوب لعامين أو لثلاثة أعوام بعد أن تسببت الارتفاعات المتواصلة في أسعار مواد البناء إلى ارتفاع تكاليف المشاريع التي تأخر تسليمها. وأجمع مطورون عقاريون على أن الارتفاع المتلاحق في أسعار مواد البناء دفعهم الى رفع أسعار وحداتهم السكنية في محاولة لمواجهة ارتفاع تكاليف المشاريع خصوصا وان الأسعار ارتفعت بنسبة غير مسبوقة إضافة إلى ارتفاع أسعار الديزل بأكثر من 50في المائة منذ مطلع العام الجاري حيث تؤثر أسعار المحروقات في تكاليف البناء. وأوضحت دراسة غرفة دبي أن عرض الصلب في السوق العالمية ارتفع إلى 1.343.5مليون طن متري بينما بلغ الطلب على الصلب حوالي 1.198طناً مترياً وتسبب ذلك في زيادة العرض بحوالي 146مليون طن متري وكان يتوجب أن يؤدي هذا الوضع إلى جعل الأسعار مستقرة على الأقل ويندرج تحت الصلب فئات منتجات مختلفة مثل أسلاك الصلب وصلب الكربون المركب من ضمن منتجات أخرى. وأوضحت أن أسعار الصلب انخفضت في الربع الأول من 2008نسبة للانخفاض العالمي في الاستهلاك في معظم الدول المستهلكة باستثناء الاقتصاديات الناشئة في حين ارتفعت أسعار صلب الكربوني المركب بنسبة 23% في الربع الأول بسبب ارتفاع أسعار فحم الكوك وفي المتوسط انخفضت أسعار كافة منتجات الصلب بنسبة 9% في الربع الأول من العام. وأضافت الدراسة أن إنتاج الصلب في منطقة الشرق الأوسط ارتفع العام الماضي بنسبة 7% وبلغ حجم الإنتاج 16مليون طن متري ويقدر استهلاك الصلب بحوالي 39مليون طن متري في نفس العام مما يعني حدوث نقص في العرض قدره 23مليون طن متري وتطلب ذلك استيراد هذه الكمية. وتأثرت دبي بالوضع في أسواق الشرق الأوسط والعالم نسبة لارتفاع الاستهلاك في المنطقة عامة والسوق المحلية خاصة، زادت أسعار الصلب بشكل كبير حيث ارتفعت بعض أسعار منتجات الصلب بصورة حادة مثل الأسلاك المسطحة الملفوفة بالتسخين (37%) والأسلاك المسطحة الملفوفة بالتبريد (33%). وبالنسبة للالمنيوم أوضحت الدراسة انه في العام 2007، شهدت السوق العالمية فائضا في العرض قدره 3000طن متري، إلا أن المخاوف من حدوث نقص في المعروض بسبب تكاليف الطاقة أدت إلى رفع أسعار الألمنيوم في السوق العالمية.