شرعت مصانع الحديد والصلب بالمملكة لإنفاذ خطط توسعية ضخمة متأثرة بفوز قطر باستضافة كأس العالم 2022م، والذي سيقود لنقلة هائلة في حجم إنشاء المشاريع القائمة على الحديد في الوقت الذي يشهد قطاع الحديد والصلب بالمملكة قفزات هائلة من النمو وارتفاعا كبيراً وقوياً في حجم الطلب على المدى القريب مع توقعات ارتفاعه على المدى البعيد بدعم من الحكومة، أما حالة العرض فيتوقع أن تكون أقل من الطلب على المدى القريب في ظل عدم وجود إضافات جديدة للطاقة الإنتاجية، وعلى المدى البعيد يتوقع أن يتفوق العرض على الطلب نتيجة للنفقات الرأسمالية المخططة من قبل الشركات المحلية، أما الأسعار يتوقع أن ترتفع على المدى القريب نظرا لمحدودية العرض المحلي، ورغم ذلك من المتوقع أن يكون نمو الأسعار على المدى البعيد بطيئا وذلك مع ارتفاع العرض المحلي. ومن الملاحظ أن مشاريع الإنشاء الجارية تدعم الطلب على الصلب في المملكة حيث يستفيد قطاع الصلب في السعودية من ارتفاع الإنشاء السكني وتنامي الأنشطة الصناعية وخاصة في مشاريع البتروكيماويات والتوسع في طاقات التكرير ومشاريع الاسمنت، إضافة إلى تزايد نفقات البنية التحتية وبناء المدن الاقتصادية في المملكة، وقد بلغ إجمالي قيمة مشاريع الإنشاء في المملكة ما يزيد على 695 مليار دولار في سبتمبر 2010 بارتفاع 17% على أساس سنوي، وفي 2009م ارتفع استهلاك الصلب المحلي إلى 5.9 ملايين طن متري مقابل 4.4 ملايين طن متري في 2008م، ومن المتوقع أن يرتفع استهلاك الصلب حوالي 8% في 2011م. وتستورد السعودية الصلب بسبب محدودية العرض المحلي وفقا للدراسة الحديثة أجراها البنك الأهلي التجاري ويمكن لمنتجي الصلب السعوديين توفير حوالي 55% من إجمالي طلب السوق بينما يتم توفير ال45% المتبقية من خلال الواردات من دول مثل الهند والبرازيل وتركيا والصين وقطر وأوكرانيا وروسيا. ويبلغ إجمالي الطاقة الإنتاجية المحلية للصلب في المملكة حوالي 8.4 ملايين طن متري ويتزعم الإنتاجية شركة حديد، المملوكة لسابك بطاقة إنتاجية سنوية قدرها 5.5 ملايين طن متري، وبلغت الحصة السوقية المحلية للحديد 62% في الربع الأول من 2010م، بينما تتوزع الطاقات الأخرى بين منتجين كل من حديد الراجحي والاتفاق للصلب واليمامة للصلب وشركة الخليج المتحدة القابضة (للفولاذ)، وقد ارتفع إنتاج الصلب المحلي 0.5% على أساس سنوي إلى 4.7 ملايين طن متري في 2009م ومن المتوقع أن يبلغ 5.3 ملايين طن متري في 2010م و6.9 ملايين طن متري في 2011م. ولتلبية الطلب المحلي المتزايد على الصلب فقد تم إنفاق حوالي 9.2 مليارات ريال في قطاع الصلب في المملكة من خلال سبعة مشاريع مما سيضيف 7.9 ملايين طن متري في السنة إلى الطاقة الإنتاجية للصلب في الربع الرابع من 2012 وتخطط مجموعة الطويرقي لإضافة 2 مليون طن متري في السنة للطاقة الإنتاجية وذلك بإنفاق 1.4 مليار ريال بحلول الربع الرابع من 2012. وفيما يشهد الطلب المحلي الحالي نمواً يفوق العرض فمن المؤكد بقاء أسعار المعادن مرتفعة خلال 2011م، وبعد أن فرضت السعودية حظرا على تصدير حديد التسليح وحديد الخردة من أجل إعطاء الأولوية للطلب المحلي الذي فاق العرض ومع تأثير التباطؤ الاقتصادي العالمي على السوق السعودي بدأت أسعار الصلب بالانخفاض ابتداءً من النصف الثاني من 2008، وفي يونيو 2009 انخفض متوسط سعر الصلب في قطاع الإنشاء بالمملكة 55% إلى 2266 ريالا لكل طن متري لتعاود للاستقرار منذ نهاية الربع الثاني من 2009 وذلك مع ارتفاع تكلفة المواد الخام، وفي فبراير 2010 ارتفعت أسعار حديد التسليح وقضبان الأسلاك بزيادة 26.7 دولارا لكل طن متري نتيجة لارتفاع تكلفة الحديد الخام والحديد الخردة وأتبع ذلك ارتفاع قدره 31.8 % في أسعار الصلب إلى 2900 ريال لكل طن متري في أبريل 2010، مقابل 2200 ريال لكل طن متري في وقت سابق ومع تفوق الطلب على العرض في المملكة، من المتوقع أن تبقى أسعار المعادن مرتفعة خلال 2011م.