شن الزعيم الليبي معمر القذافي هجمات في كل الاتجاهات في افتتاح القمة العاشرة لمجموعة دول الساحل والصحراء أمس الأول في كوتونو، وانتقد خصوصا مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي يدعو إليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وبينما خصصت هذه القمة التي تستمر يومين للبحث في القضايا الملحة وخصوصا أزمتا الغذاء والطاقة والامن الغذائي، ركز القذافي في خطابه على الاطر السياسية لافريقيا في المستقبل. وحمل الزعيم الليبي في كلمته امام حوالى 15من نظرائه قبل تسليم نظيره البينيني بوني ياي رئاسة القمة، على الاتحاد من اجل المتوسط معتبرا انه يهدف إلى "تمزيق افريقيا". وقال انه ابلغ ساركوزي تأييده للفكرة اذا كانت تقتصر على الدول المطلة على البحر المتوسط، من افريقيا ومن اوروبا فقط. ورأى ان "آسيا قارة اخرى مطلة على البحر المتوسط من ناحية الغرب لكن فيها صراعات ومشاكل بين الاكراد وبين الاتراك وبين الفلسطينيين والاسرائيليين واللبنانيين والسوريين والأردنيين". واضاف ان "هذه المنطقة شائكة ولا تتفاهم الا بالصواريخ وبالقصف وبالقتل وهذه منطقة غير مؤهلة أن نحن نجلس معها في البحر المتوسط". وتابع "هذه آسيا واذا انتم الأوروبيون تحبون ان تتعاملوا مع هذا الجانب، أنتم أحرار تعاملوا معهم وحدكم". واكد القذافي انه يعارض فكرة ان يشمل المشروع كل دول الاتحاد الاوروبي. وقال "معنى هذا ان شمال افريقيا ينضم إلى اوروبا وهذه خريطة الامبراطورية الرومانية". من جهة اخرى، اكد الزعيم الليبي ان "الحكومة الاتحادية يجب ان تقوم الآن والولايات المتحدة الافريقية ستأتي في حينها". وشن هجوما عنيفا على الذين يدعون إلى اقامة مجموعات اقليمية. وقال "الاقاليم خرافة لا يمكن ان تقوم لو افترضنا قامت دول اقليمية فستكون دولة الاقليم خطرا وسنقاتل بعضنا". واضاف "الاقاليم فاشلة. الاقاليم أكذوبة، ماذا فعل هذا الاقليم او ذاك الاقليم؟ انا شخصيا رئيس اتحاد المغرب العربي. هذا اقليم سياسي واقتصادي، هذا الاتحاد غير موجود. صفر. أكذوبة". وتابع "هذه شهادة مني وانا رئيس هذا الاتحاد من سنوات. لا يوجد شيء الا الاسم. بل الموجود ليس اتحادا موجودة حتى عداوة". وقال ان "الجزائر والمغرب اعضاء في اتحاد المغرب العربي في حالة حرب والحدود مقفلة بينهم. ممنوع لا بضائع ولا بشر ولا حيوانات تخرج من الجزائر إلى المغرب ولا من المغرب إلى الجزائر الا اذا كانت مهربة أو متسللة هذا واحد من الاقاليم". ومع ان 14من الدول ال 25الاعضاء في مجموعة الساحل والصحراء تنتمي إلى المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا، لم يتردد القذافي في القول ان هذه المنظمة "لم تعمل اي شيء لا اقتصاديا ولا سياسيا ولا امنيا ولا عسكريا". كما حمل بعنف على مجموعة تنمية افريقيا الجنوبية. وقال انه "عبارة عن دويلات تلف في فلك جمهورية جنوب افريقيا التي كانت عنصرية وموجود لتصريف منتوجات البيض في الدول التي حول جنوب إفريقيا". ويهدف تجمع دول الساحل والصحراء الذي تأسس في الرابع من شباط - فبراير 1998في طرابلس بدعم من القذافي، إلى "قيام اتحاد اقتصادي" والى حرية تنقل المواطنين والرساميل بين الدول الاعضاء. وتضم المجموعة التي تتخذ في طرابلس مقرا لها، إلى الدول الثلاث الجديدة التي انضمت اليها وهي موريتانيا، كينيا وساو تومي وبرنسيبي، كلا من ليبيا وبوركينا فاسو ومالي والسودان وتشاد والنيجر واريتريا وافريقيا الوسطى والسنغال وغامبيا وجيبوتي ونيجيريا وتونس والمغرب والصومال وتوغو وغينيا وجزر القمر وبنين ومصر وغينيا بيساو وساحل العاج وليبيريا وغانا وسيراليون.