أعرب مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي يتخذ من ابوظي مقرا له عن أمله بأن تعمل الأطراف الفلسطينية بكل إخلاص للم الشمل الفلسطيني وتجاوز الخلافات البينية.. مطالباً حركتي "فتح" و"حماس" بأن تتجاوزا خلافاتهما المشتركة التي تتمحور حول مصالح خاصة بكل منهما على حدة من أجل تجاوز المأزق الراهن الذي أدخل القضية الفلسطينية في متاهات عميقة قبل أن يسبب هذه الأوضاع الكارثية التي يعيشها فلسطينيو غزة. وقال المركز في نشرته تحت عنوان "عام من الإنقسام الفلسطيني" إن من النتائج القاسية لما يحدث في غزة قيام (إسرائيل) بفرض حصار مشدد للغاية على قطاع غزة بهدف إخضاع "حماس" وتركيعها وإزاحتها من السلطة بعد أن قام أبو مازن عقب سيطرة "حماس" على غزة بإقالة حكومة الوحدة الوطنية التي يترأسها إسماعيل هنية وعين مكانه الدكتور سلام فياض على رأس حكومة جديدة أقصي منها وزراء "حماس" حيث أدى هذا الحصار إلى تدهور حاد في الأوضاع الحياتية لفلسطينيي غزة. وأضاف أنه لبيان حجم هذا التدهور نشير هنا إلى عدد من الإحصاءات التي تؤكد أن نسبة الفقر في قطاع غزة قد ارتفعت إلى نحو "90" في المائة بعد أن كانت "4ر81" في المائة العام الماضي وأن هذا الحصار قد أدى إلى إغلاق أكثر من ثلاثة آلاف و"500" مؤسسة صناعية وتجارية وحرفية ما أدى إلى فقدان أكثر من "65" ألف فلسطيني عملهم. وأشار إلى أنه تقدر الخسائر اليومية للاقتصاد الفلسطيني بسبب إغلاق المعابر بنحو مليون دولار وفضلا عن ذلك فإن الحصار قد أدى إلى وفاة أكثر من "186" مريضا فلسطينيا بسبب نقص الدواء ووسائل العلاج الأخرى التي يحتاجها المرضى فضلا عن منع (إسرائيل) خروج المرضى الفلسطينيين للعلاج في الضفة الغربية والدول العربية المجاورة.. وبالإضافة إلى هذه المعاناة الشديدة التي يعيشها قطاع غزة في ظل هذا الحصار الإسرائيلي الظالم الذي وصفه الأمين العام المساعد للأمم المتحدة جون هولمز بأنه "مزر ومأساوي" ووصفته "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" أونروا بأنه بمنزلة "نكبة جديدة".. فإن الشقاق في الصف الوطني الفلسطيني أضر ضررا بالغا بوضع القضية الفلسطينية ومكانتها على الصعد كافة. وأكد أن هذا الوضع المرير الذي نجم عن عام من الانقسام الفلسطيني لا بد من أن يكسب زخما كبيرا للدعوة التي أطلقها "أبو مازن" خلال الكلمة التي ألقاها قبل نحو عشرة أيام بمناسبة ذكرى هزيمة يونيو "1967" ودعا فيها إلى البدء في حوار وطني شامل لتنفيذ "المبادرة اليمنية" للمصالحة الوطنية الفلسطينية.