كان الفتى البالغ من العمر 14عاماً يشاهد مع والده فيلم JERSEY GIRL وفي الفيلم الذي يعيش فيه الجد والابن والحفيدة البالغة من العمر 7سنوات في بيت واحد وتربطهم علاقة حب واحترام قوية دار حوار قال فيه الابن لابنته (جدك كالكلب المسعور لايعي مايفعل) وفي جملة اخرى قال الابن للجد (اخرس لا تتدخل بيني وبين ابنتي) هذا ما كتب مترجماً على الشاشة . هنا التفت الابن الى والده متسائلاً: الابن - كيف يفترض بابن مؤدب ان يقول لوالده مثل هذا الكلام؟ وكيف يفترض بأب ان يسمح لابنه بأن يقول مثل هذا الكلام وهو ساكت؟ وهنا اسقط في يد الاب وأراد ان يبرر لابنه ما سمع فقال : الاب - تعلم يابني ان للغرب تربية مختلفة وقد يكون الحوار بين الاب والابن من موقع رجل لرجل وليس من ابن لوالد ولهذا يأتي الحوار بهذا الشكل الابن - وهل هذا مقبول؟ الاب - في ثقافتهم نعم ولو انه ضد المنطق... الابن - اعني هل يقبل ان تترجم كل كلمة حرفياً كما هي؟ ألا يمكن للمترجم مثلاً ان يعيد صياغة العبارة او يتجاوزها.. الاب - معك حق يابني الحقيقة اننا نجد في الكثير من الانتاج الغربي قصصاً جميلة تستحق ان تشاهد ونستفيد مما فيها من عبر ولكن مايعيبها في كثير من الاحيان هو استخدام الفاظ غير لائقة او إبراز مشاهد تخدش الحياء. في السابق كانت المحطات لاتعرض الاعمال الا بعد رقابتها وعرضها بعد حذف ما لا يليق بالعرض من وجهة نظرنا دون الاخلال بالموضوع اما اليوم وفي ظل الانفتاح الفضائي اصبحت القنوات تتنافس على عرض الاعمال كما هي دون قص او لصق وهنا علينا ان نتساءل اين الفرق بين ما تشاهده في السينما وما تشاهده في البيت؟ بالطبع يفترض ان يكون هنالك فرق لان السينما تضع على اعلان كل فيلم التحذير اللازم محددة الاعمار التي لا يسمح لها بمشاهدة الفيلم ولكن عندما تنقل الافلام من الشاشة الكبيرة الى الشاشة الصغيرة لا يبقى لهذا التحذير قيمة ويفترض ان يحل محله رقابة خاصة من القناة العارضة. نحن بالطبع نتحمل مسؤولية ادخال هذه القنوات الى منازلنا وجعلها متاحة لابنائنا وبناتنا ولكننا نفترض ان تقوم تلك القنوات بواجبها في توفير الحد الادنى من الحماية فلا مشاهد ساخنة ولا عبارات غير لائقة (يقول لي احد الاصدقاء) سمعت ابني يقول لاخيه عبارة غير لائقة بالانجليزية وعندما غضبت ونهرته قال انا لم اقل الا (تباً لك)!. وهنا أدرك الأب الفرق بين الترجمة والنطق ولهذا حتى لو ترجمنا بعض العبارات بغير معناها الحقيقي فالنتيجة غير مرضية ولكن أن نترجم كل ماينطق فهو امر صعب للغاية ولهذا اذا كان ولا بد من الابقاء على النطق بالانجليزية فمن الافضل عدم ترجمة العبارة التي تخدش الحياء. عندما حول الاب القناة الى اخرى لعله يجد فيها وابنه ما يستحق النقاش دخلت الابنة الصغرى وسألت والدها (ابي هل القبلة حرام) هنا عرف الاب ان ابنته قد التقطت المشهد من شاشة اخرى في البيت وعندها قرر ان البيت لن يكون فيه الا تلفزيون واحد وفي الصالة حتى تكون الرقابة بأيدينا .