تؤكد ابنة السنوات الثلاث أن مسلسل نور يجنن..؟ بينما تؤكد سيدات في الثلاثين والأربعين والخمسين أنهن يطالبن أزواجهن بفيض من أنهار الحب والحنان وإلا...؟؟ يبدو أننا لن نعاني من انتكاسة الأسهم وانتكاسة الشهادات العليا كما يؤكد ذلك قرائي الاعزاء بل نحن الآن أيضاً امام انتكاسة الباحثات عن الرومانسية..؟ الأكيد انني لست ضد الرومانسية داخل الأسرة بل معها.. ولكن ان تصاب نساؤنا وفتياتنا بكل هذا الانبهار امام رومانسية مدبلجة فتلك كارثة لا يعادلها إلا كارثة رجالنا ورغبتهم بالجمال الرباني التركي عند فتيات سنوات الضياع.. لن أقيم العمل من ناحية فنية لانني حقيقة لم اشاهد تلك الأعمال ولكن بهرت بحالة الانبهار عند النساء مع اختلاف اعمارهن ومستوى تعليمهن وثقافتهن حيث الارتكاز امام الشاشات مع مواعيد العرض.. ثم مطالبة الازواج بان يتمثلوا تلك الشخصيات في حياتهم..؟ بدلا من القسوة والجمود..؟ هل نساؤنا مصابات بكل هذا العطش العاطفي إلى حد الافتتان بمشهد تمثيلي؟ سؤال طرحته على نفسي كثيراً في رمضان الماضي مع انغماس الكثيرات إلى حد الافتتان مع مسلسل نمر بن عدوان حيث اعتقدت حينها ان شهامته وكرمه وشجاعته كانت المثيرة أكثر من رقته وغزله..؟ ولكن الدراما التركية اكدت أننا نعاني من مرض الكساح العاطفي وهشاشة المشاعر إلى حد ان احدى الأخوات طالبت زوجها صراحة بالحنان مثل مهند واخرى اكدت لزوجها انها تريد ان تسافر إلى تركيا هذا الصيف وبالمناسبة تؤكد التقارير الاحصائية ان نسبة السياح السعوديين المسافرين لتركيا بلغت 70% وهي نسبة اعتقد أنها كبيرة إذا نحن علمنا انها تزيد عن نسبة العام الماضي..؟؟ اعود لمرتكز الموضوع وهو الجوع العاطفي عند النساء الرجال هل نحن نقسو على انفسنا إلى حد ان ترتخي عضلاتنا ومشاعرنا وعقولنا امام مشهد تلفزيوني نعلم يقينا انه مجرد تمثيل وليس واقعاً..؟؟ الانتكاسة العاطفية تلك لابد من النظر لها بعين العقل بل والتعامل معها بجدية لانها حقيقة تكشف واقعاً اجتماعياً هزيلاً.. نعم بعضنا يفضل ان تشاهد صغيراته تلك المشاهد الناعمة على ان تشاهد دراما خليجية مليئة بالمخدرات والايحاءات الجنسية الماجنة..؟ والأكيد ان بعضنا يتعامل مع الأمر من منظور الاستمتاع دون القناعة به.. ولكن المتعة للمتعة.. وبعضنا يعلم يقينا انها مهزلة يمارس تكريسها اعلامنا العربي إلى حد ان أبطال تلك المسلسلات اصبحوا اشهر من المخترعين والعلماء وحتى نعالج ضعفنا العاطفي على الجميع ان يأخذ دوره في التعامل مع الجنس الآخر ومهارات التعبير العاطفي تجاه الآخر ولا بأس من دوره في فنون الحب والرومانسية لعل وعسى ان لا ننتكس عاطفياً بعد انتكاسة الأسهم وبوادر انتكاسة أصحاب الشهادات العليا..