"المصور إنسان نادر.. له أنامل نشال.. وعينا قط بري.. وذاكرة جاسوس.. وطموح مؤرخ.. ورؤيا شاعر.. ومعدات فلكي.. وصبر باحث في مختبر.. وجرأة فدائي" كتبته غادة السمان في عام 1969واصفة بدقة عالم المصور الفوتوغرافي وما ينتابه من إبداع. .. والفوتوغرافي عبدالله العمير في أعماله الفنية لمحة رائعة من الجمال، والدقة في اختيار اللقطة المعبرة؛ عن جمال اللحظة، فهو يمتلك حساً فنياً راقياً، يتضح في قياس أبعاد الصورة، وما تحدثه من سحر خاص، مرتبط بسحر مكان/ زمان التقاط الصورة. أغلب أعماله مرتبطة بالصحراء، ذلك المكان الساحر، الذي يصعب فيه التحكم في كميات الضوء المنبعثة من الكاميرا، بعكس التصوير داخل الاستوديوهات التي يمكن خلالها التحكم في جميع عناصر العمل الفني من حيث سرعة الغالق، وكمية الضوء المناسب لأبعاد الصورة. وفي عمل (فارس) للعمير تكمن جماليات الصورة، حيث يبهرنا في الحركة التي تغمرها بالحيوية، والمجد والفخر، والاعتزاز بالعروبة والأصالة والقيم، ويلحظ التحكم بالالون، واختيار ما يناسب تجسيد الحدث في العمل الفني، حيث تمكن العمير في أن ينقل لنا بهذا العمل ألوانها المؤثرة التي ساهمت في تعزيز الفكرة. وفي عمل (اكشن) استطاع العمير صياغة الصورة بلغة بصرية سينمائية متفردة. كعادته في صياغة أبعاد العمل الفني والذي نلمحه بجلاء في عمل (مرح الطفولة) التي تنعش الذاكرة بالأسئلة والحنين.