يبدو أن كريستيانو رونالدو في طريقه ليكون واحداً من النجوم الخالدين في ذاكرة تاريخ كرة القدم العالمية بعد أن نجح بسرعة مذهلة في إخراج عشاق مانشستر يونايتد الإنجليزي من آلام فراق نجمهم الشهير ديفيد (بيكهام) الذي فضَّل التوجه لريال مدريد الإسباني ذات صيف. وكان من الصَّعب جداً على السير (إليكس فيرجسون) أن يجد نجماً قادراً على حمل الرقم (7) الذي ارتداه نجوم مانشستر المشاهير وآخرهم (إيريك كانتونا) ثم (بيكهام)، لكن اللاعب البرتغالي الذي شاهده (فيرجسون) قبل خمسة أعوام في مباراة ودية أمام (سبورتنج لشبونة) ولفت خلالها الأنظار تمكن معها من إقناع المدرب العجوز في منحه الفرصة الأولى للاحتراف خارج البرتغال حينها لم يتجاوز عمره الثامنة عشرة. عشاق الكرة اليوم في كل مكان يتحدثون عن (كريستيانو)، مهاراته الفائقة وأهدافه وتأثيره الكبير على ناديه العظيم ومنتخب بلاده الباحث عن مكانة بين الأوربيين الكبار بدأ يقوى بوجوده، وظهَر مختلفاً في المونديال الأخير، ويسيرُ البرتغالي اليوم تحت قيادته بصورة ممتازة في البطولة الأوربية وكان (كريستيانو) رائعاً أول أمس حين سجل هدفاً أمام التشيك وصنع آخر قدَّم فيه درساً في نكران الذات وتقديم مصلحة الفريق. كثيرون في وقتنا هذا تركوا مؤازرة إيطاليا وفرنسا والألمان وتوجهوا نحو البرتغال حباً في نجمها الكبير. يقول (كريستيانو) في تصريح بثته وكالات الأنباء قبل أيام إنه لا زال في بداية الطريق. تكشف بعض الكلمات التي يطلقها المبرِّزون في الرياضة عن أهم مسبِّبات نجاحهم، القائمة على العمل والجهد المتواصل، والطموح الذي لا حدود له، وهذا اللاعب الذي يُعدُّ من أبرز نجوم العالم اليوم لم يكتفِ بما حقّق بل هو يطمح لتجاوز الأرقام التي بلَغها في تسجيل الأهداف، ويأمل بالمساهمة مع مانشستر لحصد المزيد من الألقاب وصولاً لقيادته المنتخب للصفوف الأولى. إن تصريح هذا النجم اليوم وهو الذي يعدُّ الأكثر اهتماماً في يورو (2008) رغم سنّه الصغيرة يؤكد أهمية الفكر الاحترافي في حياة لاعب كرة القدم، والتدريب المتواصل، واحترام المدربين، المدعومة بالموهبة الخارقة، ومتى عدنا إلى أسماء لاعبين عرب سنستحضر قائمة كبيرة بمواهب جيدة ظهرت وكان من شأنها خدمة أنديتها ومنتخبات بلادها لكنهم تركوا الساحة مبكراً اعتقاداً بأنهم حققوا كل شيء.