ربما يكون من الصعب على كثير من المنتخبات أن تعتمد على لاعب واحد في بطولة كبيرة مثل كأس العالم، ولكن المنتخب البرتغالي سيحتاج إلى كسر القاعدة ووضع آماله في مونديال 2010 الحالي على نجمه «المتألق» كريستيانو رونالدو الذي أصبح أغلى لاعب في العالم بعد انتقاله من مانشستر يونايتد الإنكليزي إلى ريال مدريد الإسباني قبل بداية الموسم الماضي، ولكنه ظهر في دائرة الضوء باكراً، إذ تألق منذ سنوات عدة في صفوف مانشستر يونايتد وقاد المنتخب البرتغالي إلى المباراة النهائية في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2004) في البرتغال وهو في ال18 من عمره، وتسببت الإصابة في كاحل قدمه اليمنى التي تعرض لها خلال مشاركته مع ريال مدريد في غيابه عن صفوف المنتخب البرتغالي خلال المواجهة مع نظيره البوسني في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في تصفيات الملحق الفاصل في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010. وبدأ كريستيانو رونالدو لعب الكرة عندما كان في سن الثالثة وكان شغفه واضحاً بها منذ المرحلة الابتدائية من دراسته، وبدأ اللعب مع فريق نادي «اندورينها» عندما كان عمره 8 سنوات فقط، وكان والده يعمل في إصلاح الأدوات في النادي ذاته، بينما ولد كريستيانو رونالدو في الخامس من شباط (فبراير) من عام 1985 في جزيرة ماديرا البرتغالية، وعلى رغم أن ناديي بورتو وبوافيستا كانا يريدان ضمّه لكن والده رفض، لأنه ما زال صغيراً، فيما تعاملت معه أندية عدة بإعجاب بموهبته بالنسبة إلى عمره إضافة إلى نضج عقله، وفي عام 2002 لعب للمرة الأولى ضد نادي مورييرينس وسجل هدفين في ظهوره الأول، وبذلك حقق حلمه وأيضاً أحبه المشجعون كثيراً، وشعر بالثقة بعد تسجيل الأهداف وتشجيع الجماهير له، وسجل هدفاً في بوافيستا الذي يعتبر من الفرق المنافسة على اللقب، وفي ال19 من تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2005 استجوبت الشرطة البريطانية رونالدو بشأن تهمة «اغتصاب شابة» في فندق وسط لندن، إذ ادعت شابة أن رونالدو اغتصبها في شقة فاخرة في الفندق بعد يوم من المباراة بين مانشستر وفولهام، ولكن جهاز الادعاء أشار إلى عدم وجود أدلة كافية لتوجيه اتهام للاعب. وكان لكريستيانو رونالدو دور في واقعة طرد زميله في الفريق الإنكليزي واين روني في مباراة إنكلترا والبرتغال أثناء لقائهما في كأس العالم 2006، وواجه بسبب هذه الحادثة توبيخ وسخرية الجماهير الإنكليزية عند بداية الموسم الكروي في إنكلترا، وكان رونالدو قد بدأ وكأنه يحرض حكم المباراة على طرد روني بعدما «داس» الأخير على اللاعب البرتغالي ريكاردو كارفاليو، وصاحب تسبب كريستيانو رونالدو بحصول روني على البطاقة الحمراء تغطية إعلامية واسعة، إذ نشرت بعض الصحف خبراً بأن واين روني عبر عن غضبه الشديد على رونالدو في صباح اليوم التالي للمباراة، وقال لزملائه في غرفة تناول الطعام في الفندق إنه «سيقطع رونالدو لقطعتين وإنه سيصفعه وسيحطم له رأسه ولن يستطيع أحد أن يلومني على ذلك». وكان مدرب مانتشستر يونايتد، أليكس فيرغسون يبحث عن لاعب جناح أيمن لفريقه بعد انتقال ديفيد بيكهام إلى ريال مدريد، وقام رونالدو بتوقيع عقد انتقاله لمانشستر بمبلغ وصل إلى 12.24 مليون جنيه إسترليني ونضج رونالدو كثيراً أثناء سنته الأولى مع مانشستر ولعب دوراً رئيسياً في تقدم منتخب البرتغال إلى نهائي كأس الأمم الأوروبية ضد اليونان في مباراة لعبت على أرض البرتغال، وكان أول ظهور دولي لرونالدو مع منتخب البرتغال في آب (أغسطس) من عام 2003 ضد منتخب كازاخستان، وسجل رونالدو هدف البرتغال الوحيد في المباراة التي خسر فريقه فيها أمام اليونان بهدفين لهدف في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2004 وسجل أيضاً أول هدف في نصف النهائي في البطولة ذاتها ضد هولندا.