أثناء بحثي المُضني عن موقف قريب لمركز الأمير سلمان الاجتماعي على طريق الملك عبدالله في العاصمة الرياض فكّرت أن (أركن) سيارتي في المواقف المتوافرة على الضفاف الأخرى المقابلة وأعبر نهر الطريق (ماشياً) للمركز ولكني اكتشفت اثناء استطلاعي للوضع بمُجمله استحالة ذلك بسبب سيل السيارت الهادر من كلا الاتجاهين مع عدم وجود ممرات أو جسور للمشاة فقررت العدول فوراً عن هذه المغامرة الخطيرة وانتظار الفرج ،هذا الموقف دعاني لتخيل حال كثير من الطرقات والشوارع العريضة في بلادنا تلك التي لم يؤخذ فيها بالحُسبان حقوق المشاة وضمان سلامتهم ومن المؤكد أن لدى إدارات المرور إحصاءات عن عدد حوادث الدهس التي تقع عليها جرّاء هذا التجاهل غير المبرر. يقول ديفيد سوشر مؤلف كتاب (المدن المُريحة) إنه بجانب الاعتبارات في تصميم البنايات والمنشآت فإن أعظم الأفكار الجديدة في تخطيط المُدن خلال الثلاثين سنة الماضية هو أسلوب تهدئة المرور ( Traffic Calming) ويعني جُملة أساليب لتصميم الطرقات بما فيها التغييرات والقياسات الهندسية التي تهدف الى استيعاب حركة المركبات مع إعطاء المشاة أولوية في الاهتمام. إذاً لاتوجد مشكلة ليس لها حلول وحينما يصعب تكوين شوارعنا من جديد فإنه يمكن إجراء تعديلات هندسية وإنشائيّة تُحقق سيولة حركة المركبات مع تحقيق سلامة المشاة عن طريق أسلوب تسكين أو تهدئة المرور ولدى إدارات هندسة النقل والمرور في أمانات وبلديات المُدن العلم الأكيد حول تلك الأساليب ويبقى السؤال لماذا لا يُعمل بها؟ إن جهود أمانة المنطقة والهيئة العليا لتطوير الرياض في إستراتيجية السلامة المرورية بالتعاون مع إدارة المرور بدأت تُؤتي أُكُلها في ضبط ايقاع حركة السيارات وجرّ المؤشر المتصاعد لحوادث الطرق إلى الأسفل ، أفلا يحق لنا تالياً ونحن نتطلّع دوماً إلى الأفضل المطالبة بإعطاء المشاة أولوية في الاهتمام لأنهم العنصر الأضعف على الطريق؟