@@ في يوم واحد نقل لي جاسم الياقوت ومعارضوه خبر انفراج أزمة نادي القادسية، وذلك برفع الاستقالة الجماعية رسميا، ما يعني انتهاء حقبة زمنية ظل فيها النادي يغلي على مرجل من المشاكل والفوضى. @@ الطرفان المتصارعان في القادسية زفَّا لي الخبر كل على طريقته،فعبد الله جاسم المرشح حتى اللحظة لخلافة الياقوت حدثني ظهرا والفرح يصهل من خلف سماعة هاتفه،فيما كان الياقوت يتحدث معي بهدوء مصطنع، موحيا لي بأنه زاهد في البقاء ليوم واحد على كرسي الرئاسة الذي تربع عليه أحد عشر عاما،وما كنت لأصدقه إذ شعرت أن ثمة حشرجة في حديثه وغصة في كلامه، وأنا الذي عرفته فصيح اللسان طليق العبارة. @@ عبدالله جاسم لمن لا يعرفه أو لمن ثقبت الأيام ذاكرته هو أحد صناع أكبر انجاز كروي سعودي حينما حقق منتخبنا للناشئين كأس العالم عام 1989م، وكان حينها مديرا للمنتخب، وهو واحد ممن أشاب رأسه حب القادسية،فضلا عن كونه ابن عائلة خدمت القادسية منذ اليوم الأول الذي تأسس فيه رسميا قبل 42عاماً،ويكفي هذه العائلة أنها قدمت شقيقه (سعود) أحد عمالقة الكرة السعودية على الإطلاق. @@ ترشح عبد الله جاسم للرئاسة يحسب له،فهو القدساوي الوحيد الذي تملكته الشجاعة ليعلق الجرس، لكنه في الوقت نفسه لا يتردد في إبداء خشيته من أن تكون استقالة الياقوت مراوغة جديدة للحصول على تكليف آخر، ؛لكنني استبعدت ذلك لأن الرئيس القدساوي قد خسر كثيرا من أوراقه القوية ؛لكنني حتماً سأحمل كل القدساويين المسؤولية إن حدث ذلك فليس هناك فرصة أسنح من هذه للتغيير. @@ قلتها مرارا ولا أزال أقول :أن مشكلة المعارضين في القادسية أنهم ليسوا سوى ظاهرة صوتية، أو بالأحرى زوبعة في فنجان، وإلا فما دام أنهم موقنون بأن النادي عاش ولا زال يعيش الأمرين في ظل رئاسة الياقوت،وان القلق يتوجسهم من تكليف الياقوت من جديد، فلماذا لا يرفعون كل تحفظاتهم وأدلتهم للأمير سلطان بن فهد، بعيدا عن مسلسل الأعذار الواهية الذي أدمنوه. @@ ومادام أن الترجيحات المبدئية على الأقل تذهب باتجاه مغادرة الياقوت لبوابة النادي فإن الأمر يتطلب التحرك لما بعد هذا الرحيل،سواء أكان المرشح عبد الله جاسم وحده أو معه آخرون،وأول خطوات التحرك لابد وان تكون باتجاه تنقية الأجواء الملوثة التي ظلت تخيم على النادي بالابتعاد عن عملية تصفيات الحسابات من مبدأ (غالب ومغلوب). @@ الأهم من ذلك يجب على الشخصيات النافذة في النادي ومدينة الخبر أن تعمل على ردم الهوة العميقة التي ظلت مفتوحة طوال العقد الماضي ومد جسور من العلاقات مع كل أطياف المجتمع القدساوي ولا أجد أحدا أهم من أحمد الزامل لممارسة هذا الدور. @@ صحيح أن الزامل كان محور العلاقة المتوترة بين القدساويين بتبنيه لطرف على حساب آخر قبل أن يفك ارتباطه بالياقوت،لكنني أجزم أن (أبا صقر) بما يملكه من ثقل اقتصادي واجتماعي وقدساوي قادر على ترتيب البيت الأحمر على طريقة: (وداوها بالتي كانت هي الداء). @@ أخشى ما أخشاه أن ينتقل الزامل من معسكر لآخر فتبقى الحال على ما هي عليه، خصوصا وأن ثمة إشارات توحي بذلك، لكن أملنا يبقى كبيرا فيه، لاسيما وأنه يدرك حجم المأساة التي عاشها القدساويون طوال عقد كامل والتي أثبتت ان القادسية لا قيامة له إلا بكل أبنائه وأن سياسة الاستفراد لم تجن للقادسية إلا الخراب.