أخفقت مصادر الطاقة المتجددة والمتمثلة في "طاقة الرياح والطاقة الشمسية والحيوية والمياه والنووية" في مساندة النفط لكبح جماح أسعار البترول التي بلغت مستويات قياسية خلال الفترة الماضية تخطت 135دولاراً للبرميل وأحدثت قلقاً عالميا من احتمال تأثير ذلك على نمو الاقتصاد العالمي، كما أن هذا التنامي أدى إلى جر معظم أسعار السلع الأساسية الأخرى ذات الارتباط المباشر باقتصاديات المستهلك النهائي ما شكل ضغطا على المستوى المعيشي للشعوب. وأشار اقتصاديون عالميون إلى أن مشاريع الطاقة المتجددة لم تتوسع بالصورة التي تجعلها تساهم في تعويض أي نقص في مصادر الطاقة وخاصة المواد البترولية المكررة التي تلعب دورا رئيسا في تصاعد الأسعار، وتشير الإحصائيات إلى أن الاستثمارات في مجال مصادر الطاقة المتجددة ظلت في مستويات دون المعدلات المتوقعة حيث كانت التقديرات السابقة تشير إلى أن ارتفاع أسعار النفط سوف يساهم في تطوير تقنية جديدة تنعش دور مصادر الطاقة المتجددة في توفير مصادر الطاقة ومزاحمة الوقود الاحفوري المتمثل في البترول والغاز اللذين بقيا مهيمنين على موقع الصدارة في توفير مصادر الوقود للعالم. وتؤكد الإحصائيات بأن الحركة التجارية لنشاطات استثمارات مصادر الطاقة المتجددة بالعالم خلال السنتين الماضيتين اقتصرت على بعض الاستحواذات والاندماجات بين شركات تعمل بهذا المجال بمبالغ لم تتخطَ 55مليار دولار ولم ترصد أي مشاريع جديدة تصب في نطاق توسيع تقنية مصادر الطاقة المتجددة لتساهم مساهمة فعالة في مساندة الوقود الاحفوري والعمل على ردم النقص في إمدادات المواد البترولية المقطرة التي يعتريها الشح منذ عدة سنوات نتيجة إلى قلة الاستثمارات في الصناعة التحويلية للنفط وخاصة المصافي. وعلى الرغم من أن الدول الصناعية طفقت تنادي بضرورة تطوير التقنية من أجل مواجهة تسارع الطلب على الطاقة والتقليل من مساهمة البترول من خلال تحسين أداء مصادر الطاقة المتجددة إلا أن ذلك يواجه تحديات كبيرة في مجال الوصول إلى تكنولوجيا فاعلة تسرع من أداء مصادر الطاقة المتجددة ومنافستها للوقود الاحفوري اقتصاديا مع أن الدول الصناعية دعت في الآونة الأخيرة إلى رصد مبالغ كبيرة والتركيز على هذه الاستثمارات ودعمها للوصول إلى نتائج مثمرة، بيد أن هذه الجهود ظلت تصطدم بمعوقات تقنية ومالية. إلى ذلك توقعت شركة مورقن ستينلي ثاني أكبر شركة أمريكية للأمن أمس أن تصل أسعار النفط لخام وست تكساس قياسي إلى 150دولاراً للبرميل بحلول الرابع من يوليو القادم متكئة في توقعاتها على مستوى السحب من مخزونات حوض الأطلسي وقالت ان الشحنات من منطقة الشرق الأوسط تشبه الوضع الذي كانت عليه في الربع الثالث من العام الماضي حيث بدأت الأسعار في الارتفاع بصورة كبيرة فمخزونات حوض الأطلسي منخفضة والطلب على النفط من آسيا يرتفع ما يعني أن هناك موجة ارتفاع قادمة في أسعار النفط. من جهة ذات صلة عاودت أسعار البترول أمس الجمعة في نهاية تداولاتها الأسبوعية التحليق من جديدة لتصل إلى حافة 129دولاراً للبرميل لخام ناميكس القياسي معوضة خسائر ظلت تعاني منها طيلة الأسبوع الماضي.