ألقى الدكتور إبراهيم البعيز رئيس قسم الإعلام في كلية الآداب جامعة الملك سعود، باللائمة على التعليم العام وضعف مخرجاته، في عدم مقدرتهم كأقسام إعلام على إخراج جيل مميز، قائلا "إن نسبة 98في المائة من المقبولين في قسم الإعلام في جامعة الملك سعود تقديرهم عند القبول جيد جدا وأكثر، لكن معدلاتهم أثناء الدراسة تنخفض لتكون 67في المائة منهم بمعدل مقبول أو دونه، ولا يحصل على امتياز من الطلاب سوى ستة في المائة فقط". جاء ذلك في استضافته مع زميله الدكتور محمد الصبيحي وكيل قسم الإعلام في كلية الدعوة والإعلام في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية، في "اثنينية" ملتقى إعلاميي الرياض مؤخراً، والذي حضره نخبة من الأكاديميين والعاملين في المجال الإعلامي. وتحدث الدكتور إبراهيم البعيز في بداية اللقاء عن تاريخ تدريس الإعلام في المملكة، قائلا ان تدريس الإعلام بدأ منذ 35عاما، لكن سهام النقد لا تزال إلى اليوم توجه إلى الأقسام الأكاديمية وضعف مخرجاتها وعدم اهتمامها بالجانب التطبيقي". وتابع "أن عدد الدارسين حاليا في أقسام الإعلام في الجامعات ألفا طالب، إلا أن عدد الوظائف الإعلامية المتاحة في القطاع الحكومي لا تتجاوز 600وظيفة، رغم أن هناك العديد من الجهود المبذولة لمحاولة كسر الحاجز بين الجانبين الأكاديمي والتطبيقي للإعلام، حيث عقدت ندوات ولقاءات وورش عمل بينهما بتنظيم من جهات حكومية مختلفة". وأكد البعيز أن 43في المائة من طلاب الإعلام لم يكن رغبتهم الأولى، وزاد "لذلك يتجهون إلى العلاقات العامة كتخصص يميل إلى الجوانب الإدارية في تطبيقاته، حيث وصل عدد خريجي القسم خلال 20عاما من 1405إلى 1425ه، 69في المائة منهم تخصصوا في العلاقات العامة، 22في المائة تخصصوا في الإذاعة والتلفزيون، وثمانية في المائة في الصحافة". ووصف رئيس قسم الإعلام في جامعة الملك سعود، سوق العمل الإعلامي السعودي بأنه غير مغر للطلاب أن يعملوا فيه، ذلك بسبب سيطرة غير المتخصصين على السوق بالدرجة الأولى، مؤكدا أن 62في المائة من العاملين في المجال الإعلامي هم من غير المتخصصين في الإعلام، 59في المائة لم يسبق لهم فرصة دورة تدريبية في مجال عمله، و 49في المائة منهم لم يسبق له الخروج في مهمة إعلامية خارجية. وأعاد الدكتور إبراهيم الإحجام عن التفرغ للعمل الإعلامي كذلك إلى ضعف الحوافز والمردود المادي، وأبان "لا يتجاوز دخل 65في المائة من العاملين في المجال الصحفي خمسة آلاف ريال، إضافة إلى أن الأبعاد السياسية والدينية والاقتصادية يلعب أدوارا مهمة في إبعاد الخريجين المتميزين عن العمل الإعلامي، فيما المفترض أن يكون عكس ذلك تماما، وذلك بسبب أن سوقنا الإعلامية هي السوق الأكبر على مستوى الشرق الأوسط لوجود عاملي الكثافة السكانية العالية، ودخل الفرد المرتفع مقارنة بمثيلاته في الدول عالية الكثافة السكانية" .من جانبه، قال الدكتور محمد الصبيحي وكيل قسم الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، "إن الخطة الدراسية الحالية بتقسيماتها التخصصية الجديدة تغطي جوانب متعددة من حاجة السوق حيث حرصت على ضم تخصص النشر الإليكتروني إلى الصحافة، وافتتحت قسما خاصا للاتصال والتسويق الإعلاني. وأوضح الصبيحي أن قسم الإعلام في جامعة الأمام، جهز وحدات للحاسب الآلي وللمونتاج الإذاعي والتلفزيوني والغرافكي والرسوم على غرار تلك المستخدمة في سوق العمل، كما خصصت قاعة تدريبية متكاملة لتدريب أعضاء هيئة التدريس وتطويرهم باستمرار .وعد الدكتور الصبيحي برنامج التدريب التعاوني، أبرز منجزات القسم في القترة الحالية، قائلا "تم التنسيق مع عدد كبير من الجهات في السوق الإعلامية لتدريب الطلاب ضمن مفردات معينة، وبمكافأة تتكفل بها تلك الجهة لتطوير الجانب التطبيقي بمعدل 320ساعة تدريبية خلال فترة البرنامج، ويتشارك في تقييم الطلاب في هذا البرنامج القسم والجهة التي تقوم بالتدريب" .وعن افتتاح المجال لالتحاق الطالبات بأقسام الإعلام، أجاب البعيز "الخطة موجودة لكننا نحتاج التشريع"، فيما رد الصبيحي "قبلت جامعة الأمام اليوم عددا من الطالبات في برنامج الماجستير، وسيفتتح القسم خلال السنوات المقبلة في حال توفر عدد جيد منهن يمكننا من تنفيذ البرنامج بالشكل الصحيح". وقد جاءت مشاركة الدكتور محمد الأحمد وكيل كلية الآداب في الحديث عن التخصص في العمل الإعلامي، مؤكدا أن المشكلة اليوم في أن عددا كبيرا من العاملين في مجال الإعلام يكتبون في جميع المجالات دون استثناء، وعدم وجود الصحفيين المتخصصين الا القلة. وشدد الأحمد على أنه لا بد من تشريعات توجب على المؤسسات الإعلامية أن توظف نسبة 80أو 85في المائة من المتفرغين للرقي بالأداء الإعلامي وتطويره. كما طالب الدكتور فهد العسكر عميد البحث العلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأستاذ الإعلام، بأهمية تنمية حبنا واحترامنا للمهنة الإعلامية، وقال "لا بد أن توفر للعاملين في الإعلام فرصة التدريب التخصصي كما يحدث في الطب والهندسة.