نوهت الدكتورة سلوى بنت عبدالله الهزاع رئيس واستشاري طب وجراحة العيون بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث والاستاذ المشارك بطب العيون في تخصص الشبكية والوراثة بجامعة جونز هوبكنز ومعهد ويلمر العريق للعيون في بالولايات المتحدة أنه تم مؤخراً اكتشاف علاج جيني لإعادة الإبصار لأشخاص يعانون من العمى الخلقي (Lebet. s Congenital Amutosis) ويتم ذلك عن طريق حقن الشبكية بفيروس يحمل جينات خاصة في العين. وقالت د. سلوى الهزاع انه تم تنفيذ أول تجارب طبية خلال العام الماضي على ثلاثة أشخاص في مستشفى مورفيلد في لندن وثلاثة أشخاص في مستشفى فيليدالفيا للأطفال في أمريكا لتحسين الرؤية لأشخاص مصابين بالعمى الخلقي وهو مرض يصيب الإنسان منذ الولادة وهذه النوعية الخطيرة من اعتلال الشبكية تؤدي إلى إصابة الأطفال بالعمى.. وأبدت د. سلوى تفاؤلها بأن هذا العلاج الجيني تمكن من إعادة البصر للمصابين بالعمى الخلقي وأنها علمية في غاية الدقة بحيث يحقن الجين تحت شبكية العين ليصل إلى الخلايا الصبغية وهي مهمة للرؤية. وأكدت د. سلوى الهزاع أن العمى الخلقي لدى الأطفال هو مرض وراثي ينتج عن تشوهات في جين مهم بوظائف العين والذي لم يكن يعرف له علاج في السابق ويؤدي إلى فقدان الأبصار منذ الولادة أو بعدها بوقت قصير والمرض موجود بكثرة في الخليج العربي وذلك بسب تزاوج الأقارب. وعادة ما ينقل بروتين يطلق عليه جين PE 65مركبا يشبه فايتامين (أ) إلى الشبكية وهو ما يعد ضروريا للرؤية وفي بعض حالات العمى الخلقي يفقد البروتين الذي ينقل هذا المركب مما ينشأ عنه العمى. فتمكن العلماء في جامعة مورفيلد وجامعة فيليدلفيا من استخدام فيروس يبدو انه غير ضار في حمل نسخ سليمة من جين PE 65إلى الشبكية الصبغية، فنجحت الجهود بجعل هذا الاكتشاف ممكناً. أضافت د. سلوى الهزاع أن تلك الدراسات شملت أشخاصاً تتراوح أعمارهم بين السابعة عشرة إلى السادسة والعشرين عاماً حيث ان المرحلة الأولى من هذه الأبحاث أبدت نتائج مجدية لثلاثة أشخاص وستستمر الأبحاث إلى عام 2012م. وقدمت الدكتورة سلوى الهزاع الأمل الكبير للمرضى المصابين بالاعتلال الشبكي الوراثي في المستقبل القريب وأن هذا الاكتشاف الجيني الجديد سيعيد البصر للمرضى الذين لم يعرف لهم علاج سابقاً.