@@ بعض الصدمات لايمكن تحملها فهي لا تهز الوجدان.. فحسب.. ولكنها تزلزل "عقل" الإنسان وتفقده صوابه وقد تدفعه في نفس اللحظة إلى أن يبصق في وجه الإنسان الذي تسبب فيها وأن يقتلعه من أعمق أعماقه.. @@ فليس أقسى على الإنسان من أن يتأكد بأنه مغدور.. مغدور.. مغدور به. @@ وليس أصعب عليه من أن يتأكد من انه أصبح ضحية "خيانة" فادحة.. وان من خانوه "طويلاً " قد كشفوا أخيراً عن وجوههم "القبيحة" بما اتصفت به من جرأة.. ووقاحة "ورخص"(!) @@ وأنهم لم يعودوا يخفون حقيقتهم.. وأن كل قسَم أعطوه.. قد حنثوا به، وان كرامتهم قد وضعت "تحت الأقدام".. @@ وان رؤوسهم وأحذيتهم قد أصبحت في الأرض سواء.. @@وان آدميتهم.. وضمائرهم قد سقطت في الوحل.. @@ هذا النوع من الصدمات العنيفة لايلبث أن يتحول معه الإنسان المصدوم إلى "انتفاضة" ذهنية.. وعاطفية شديدة تجعله.. يستيقظ فجأة.. ويتنبه فجأة.. ويعود إلى رشده فجأة..بعد أن عاش حياته في وهم كبير..في إغماءة شديدة..وفي ضلال تام..وكأنه كان يعيش خارج دائرة الوعي..و الإدراك لحقيقة مايرى وما يسمع من حوله.. @@ وبقدر آلام الصدمة.. وهولها.. بقدر مايعتبر هذا الإنسان "محظوظاً" بزوال الغمة .. وتكشّف الحقيقة المرة.. واسترداد العقل.. وتضميد جراح القلب.. @@ فالحقيقة وان كانت قاسية.. @@ والحقيقة وان كانت صاعقة.. @@ والحقيقة وان كانت مدمرة.. @@ إلا أنها أفضل ألف مرة.. من الحياة في الظلام.. وتحت تأثير "الشعوذة المحكمة"،"والدجل" المتواصل.. والابتزاز الحسي القاتل.. والكذب الفاضح.. والطلاق المتكرر والتلاعب المستمر بالعواطف.. والضحك على الذقون.. @@ إن الحقيقة وإن كانت "مفزعة" إلا انها تظل أخف مرارة..واهون على الإنسان من الاستلاب "الدائم" "والاستغفال" المستمر.. @@ فالطعنة المسمومة.. في الليالي السوداء..لا يمكن أن تميتنا..بل على العكس من ذلك. @@ فإنها ورغم قسوة الخيانة تكون قد أعادت الحياة إلى عقولنا..ونظفت مشاعرنا..وفتحت عيوننا على حقيقة ماكان يحيط بنا..أو يدور من حولنا وقد كنا غافلين عنه..وان كنا قد توقعناه في أي لحظة.. @@ وعندما واجهنا الحقيقة المؤلمة.. @@ وعندما فاجأتنا الصدمة العنيفة.. @@ تأكدنا..بأن الوقت قد حان..للانتقام لمشاعرنا الصادقة وتوجيه "صفعة" قوية إلى من "خانوها".. واغتالوها.. @@@ ضمير مستتر : @@(من تسرِ الخيانة في دمه..فلايمكن ان يبرأ منها في يوم من الأيام..وإن انتحر أمامك لإثبات براءته).