رجح اقتصاديون نمو سوق التجزئة خلال السنوات الخمس المقبلة إلى أكثر من 130مليار ريال، وذلك لانضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية، وارتفاع أسعار النفط، إضافة إلى التنافس الحاد الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط من قبل الشركات العالمية. وتمثل سوق التجزئة في المملكة القطاع الأهم الذي يسعى الجميع للتنافس عليه ونيل حصة فيه، ويعتبر الأهم على مستوى العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط خاصة بعد تسجيل هذه المناطق معدلات نمو عالية، يصاحبه توقع أن يستمر معدل النمو القوي للسوق السعودي خلال الفترة المقبلة. وشرعت بعض الشركات الكبرى المحلية والعالمية دخول هذه الأسواق بقوة وبحجم استثمارات ضخمة يتيح لها المنافسة واستقطاع حصة ولو بنسبة 25في المائة وأصبحت المنافس الرئيس لمحلات التسوق الصغيرة أو البقالات، ومع بلوغ معدل النمو السنوي في قطاع التجزئة بالنسبة للمواد الغذائية والاستهلاكية المنزلية 5.6في المائة، تعمل الشركات المستثمرة للسيطرة في هذا القطاع حيث تعمد إلى استقطاع حصة في سوق يتمتع بقوة شرائية قوية ومقدرة مالية وعادات استهلاكية مرنة وتأثره بالإغراء والدعاية والإعلان، فتحول المستهلك من السوق التقليدية إلى السوق الحديث. وتصل نسبة المستهلكين الذين يشترون من السوبر ماركت إلى نحو 35في المائة وسترتفع بشكل سريع لتصل النسبة إلى 60في المائة خلال سبع إلى عشر سنوات بسبب التحول في نمط الحياة اليومية لكثير من الأسر الشابة التي تسكن المدن... إضافة لذلك بدأ التحول للهايبر ماركت والسوبر ماركت لانخفاض أسعار السلع وتنوع المعروض ووجود مختلف الاسماء دون أي تحديد وأخيراً رغبة المشتري في التوفير عند تسوقه بحيث لا يشتري إلا ما يتطلبه يومياً ويكون عرضة للتلف عند التخزين. وبدأت الأسواق المركزية تشهد خلال العشر سنوات الأخيرة توسعاً تدريجياً ومنافسة مع دخول شركات أجنبية من عدد من الدول وهو الأمر الذي أدى لظهور المنافسة الحادة من حيث تخفيض الأسعار أو زيادة الفروع أو الاتجاه لمدن جديدة في محاولة منها للانتشار والاستفادة من التوسع الجغرافي لفروعها حيث اتجهت فروع عدد منها إلى المدينةالمنورة وبريدة وعنيزة وجازان ونجران وتبوك وكلها فروع أنشئت خلال الثلاث سنوات الماضية. وأكد الدكتور واصف كابلي نائب رئيس اللجنة التجارية في غرفة جدة في تصريح سابق أن اتساع الهوة بين البقالات واعدادها وبين السوبر ماركت الكبير أو ما يطلق عليه الهايبر ماركت حيث تتميز هذه برخص أسعارها وتنوعها وشموليتها وهو ما لا تراه في البقالات الصغيرة.. وسهلت على المستهلك التسوق خاصة انها تتميز بميزات منها التوسع ووجود مختلف الأصناف والتكييف في المستودعات ووجود محلات خاصة بالجملة. وأضاف ان العادات الاستهلاكية فرضت على المستهلك نمط التسوق في هذا السوبر ماركت وهو ما أظهر التنافس الواضح في المملكة مشيراً إلى أنهم يقسمون محلات التجزئة لثلاثة أقسام البقالات والسوبر ماركت والهايبر ماركت. وأوضح إلى ان البقالات الوحيدة الصامدة هي المتواجدة في المناطق الشعبية لعدة أسباب في المناطق هناك ضيقة ولا يوجد امكانية لفتح هايبر أو ماركت وبالكاد تستغل المساحة لفتح بقالة، وعن مشكلة الاستيراد التي تتبعها الشركات الأجنبية والمحلات الكبرى وان هناك مشكلات حقيقة في وزارة التجارة لهؤلاء لوجود فتح سجل تجاري لامكانية الاستيراد وهو ما يواجهه السوق السعودي من تلاعبات رغم القرارات التي تصدرها الجمارك والوزارة وذلك للاستيراد بشكل مستقل عن التاجر الوكيل وهو ما أدى لخسائر كبرى وهو ما نناقشه ضمن عمل اللجنة. منبهاً إلى أن السوق السعودي سوق مفتوح وحر وهنا تنبع هذه الظاهرة.