يمكن القول إنه من النادر أن يخوض فقيه وعالم بأصول الدين والمذاهب في تحرير نصوص تتناول الحب والغرام والعشق والعشاق لكن ابي محمد ابن حزم تناول هذا الجانب من مؤلفاته وهو طوق الحمامة في الالفة والإيلاف والحق انه أول كتاب تراثي يتطرق إلى بحث هذا الموضوع من جميع خصائصه الجسدية والنفسية والتأملية والصدى الحادث بين المحب والمحبوب. والذي جعلني أتناول هذا الكتاب بهذه المقالة المقال الذي كتبته الدكتورة منى سراج الدين عن هذا الكتاب الذي صدر بتحقيق الدكتور الطاهر أحمد مكي وتحدثت عن هذا الكتاب وأشير إلى ان الكتاب سبق ان صدر في القاهرة عام 1959م بتحقيق الأستاذ الأديب حسن كامل الصيرفي الذي صدره الاستاذ ابراهيم الابياري بمقدمة رائعة تحدث عن جهد المحقق في كشف غموض العديد من النصوص وتمنى الحصول على نسخة خطية أخرى للكتاب. والحق انني لم أطالع طبعة الدكتور الطاهر مكي وكنت أرجو أن تبحث الدكتورة منى سراج الدين في مقال لها دراسة مقارنة عن الكتاب الطبعة الأولى بتحقيق الاستاذ حسن كامل الصيرفي والثانية بتحقيق الدكتور الطاهر مكي وهي التي كتبت مقالاً عن الكتاب بعنوان: ظاهرة الحب في الفكر الأندلسي المنشور في جريدة "الأهرام" العدد 44275بتاريخ 25فبراير 2008م ص 10.وابتكر الاستاذ ابراهيم الابياري في تقديم الكتاب ملاحظة مدهشة وهي ان الذين ترجموا لابن حزم لم يذكروا هذا الكتاب في سرد مؤلفاته ما عدا الإمام ابن القيم والمقري في كتابه الشهير نفح الطيب ونختار من الكتاب هذين البيتين الجميلين من الشعر: اسامر البدر لما ابطأت وارى في نوره من سنا اشراقها عرضا فبتّ مشترطاً والود مختلطا والوصل منبسطا والهجر منقبضا (طوق الحمامة ص60) وأنا لم أطالع الكتاب بتحقيق الدكتور الطاهر أحمد مكي والذي آمل ان يكون تحقيقاً عميقاً وموسعاً إذا توفر له عدة نسخ من الكتاب ويحسب للدكتور الطاهر مكي انه من المتخصصين في الدراسات الأدبية في الأندلس وأرجو ان توثق النصوص والشواهد الشعرية من مصادرها الأساسية سواء كانت من المشرق أو بلاد الأندلس ويجب ألا ننسى ان هذا الكتاب التراثي يعد من المصادر لعلم النفس ومرجعاً للباحثين في هذا العلم الذي هو من أيسر العلوم لكن من أكثرها نفوراً عند الناس فاستعداد الرجل للقاء المرأة ثم ذلك الدخول سوياً في عالم حياة مشتركة لابد له تهيؤ نفسي يمهد السبل لهذه الاندماجية الجديدة في مكان واحد وتحت سقف واحد.