أكد أستاذ الأدب الأندلسي في إسبانيا الدكتور طاهر أحمد مكي أن مخطوطة كتاب «طوق الحمامة» لابن حزم الأندلسي «لها قصة غريبة في هولندا عندما بعثت سفيراً لها للخلافة العثمانية في أواخر القرن ال19 للبحث أصلاً عن المخطوطة، فقام الرجل بشراء مئات المخطوطات من الأستانة ونقلها الى هولندا، التي قدمتها لجامعة ليدن»، مضيفاً ان هذه النسخة من الكتاب، نسخت في مدينة صفد في فلسطين، ولكنها للأسف اختصر الكثير منها ولا نملك نسخة غيرها، أما النسخ الأخرى فهي مليئة بالأخطاء والتصويبات التي قمت بها شخصياً لم تكن من خلال مراجعة المخطوطات الأخرى، وإنما كانت مراجعة لكتب التاريخ». وتحدث مكي، في ليلة تكريمه في اثنينية عبدالمقصود خوجة في جدة مساء الاثنين الماضي، عن محطات في حياته ورحلته في بلاد الاندلس. وقال: «هناك محطات إنسانية تلعب دورها في حياة الإنسان وتوجهه الوجهة التي يريد، طفل من قرية صعيد مصر، من قبائل عربية هاجرت مع رحلة هلالية إلى شمال أفريقيا ثم لم يعجبها الحال، واستقرت في صعيد مصر، وحافظت على تقاليدها وعاداتها، وأورثتني هذه اللغة العربية التي أعتز بها، نطقاً، وحرفاً». وأضاف: «وقع علي الاختيار في كلية دار العلوم بالقاهرة للذهاب إلى الأندلس، وأعددت رسالة الدكتوراه مع المستشرق إيميليو غارسيا غومس، والذي فاجأني بالسؤال الآتي: هل قرأت «طوق الحمامة»؟ فقلت لا، فقال: اذهب، وعد إلي بعد عام، بعد أن تكون قد قرأت كتب ابن حزم ومن هنا بدأت الرحلة في عالم الاندلسيين». وبين مكي في كلمته سماحة الاسلام وحقيقة تاريخ المسلمين في الاندلس، ومدى اهتمام الاسبان بالحضارة الاسلامية والحفاظ عليها الى وقتنا الحاضر. من جهته، قال عبدالمقصود خوجة: «نحتفي الليلة بعلم من اعلام الادب والفكر، والذي قدم الينا خصيصاً من اسبانيا وتتشرف الاثنينية بتكريمه تقديراً ووفاء لتاريخه ورحلته الطويلة في الادب العربي، وتقديم الصورة المشرفة لواقع المسلمين وحياتهم في فردوسنا المفقود الاندلس». واعتبر الدكتور جميل مغربي في مداخلته «اننا في حاجة كبيرة الى التوغل في الادب الاندلسي وتعريف الآخرين بحقيقته»، لافتاً إلى أن الدكتور مكي «نال شرف الارتقاء بهذا الادب، والذي ناضل في بحوثه ومؤلفاته بالكثير من الجهد والوقت ليقدم للقارئ ما يمكن ان ينير له بعضاً من معالم الحضارة الاسلامية في الاندلس». وشهدت الأمسية العديد من المداخلات من الرجال والنساء، وحضرها عدد كبير من المثقفين والأدباء.