أشار الدكتور طاهر أحمد مكي (عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة وعضو المجلس القومي المصري للثقافة والفنون والآداب والإعلام) إلى أن المستشرقين الأسبان عندما بدءوا كتابة تاريخ وطنهم لم يجدوا فيه فترة مشرقة تستحق الزهو إلا الفترة الإسلامية، فبدءوا يقولون بأن ما كُتب عن الأندلس طوال العصر الإسلامي كتبه أسبان يتكلمون العربية ويدينون بالإسلام، مبيّنين أن الإسلام لا يغير قوميات الناس، وهكذا بدءوا تاريخ المسلمين في الأندلس على أنه جزء من تراثهم. جاء ذلك في أمسية تكريمه بمنتدى الاثنينية أمس الأول، حيث طاف مكي بالحاضرين على مراحل مسيرته، مركّزًا على ذكرياته في أرض الأندلس، مشيرًا إلى أن تعلقه وحبه للغة العربية راجع إلى أصوله المتصلة بإحدى القبائل العربية التي هاجرت مع رحلة هلالية إلى الشمال، مبيّنًا أنه عندما سافر إلى الأندلس للتحضير لرسالة الدكتوراه مع المستشرق إيميليو غارسيا غومس سأله: هل قرأت طوق الحمامة؟، وعندما أجاب بالنفي، قال له المستشرق: أذهب، وعد إليّ بعد عام، بعد أن تكون قد قرأت كتب ابن حزم، وتقرأ المكتبة الأندلسية. كذلك أشار مكي إلى المفاهيم المغلوطة عند الغرب حول المجتمع العربي والإسلامي وخاصة فيما يخص قضايا المرأة. وكانت الأمسية قد استهلت بكلمة صاحب الاثنينية عبدالمقصود خوجة، أشار فيها إلى أن الدكتور الطاهر أكاديمي المعروف، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وصاحب إسهامات في التأليف والترجمة. معددًا ما أنجزه مكي من مؤلفات وبحوث وترجمات. كما تداخل بالحديث الدكتور جميل مغربي الذي تناول دور الأندلس في إثراء الأدب العربي بألوان جديدة من فنون الشعر. وفي سؤال لمكي من الحضور عن نسخة “طوق الحمامة” المحفوظة في خزانة بهولندا، أوضح أن هولندا عندما بعثت سفيرًا لها على الخلافة العثمانية آخر القرن التاسع عشر للبحث أصلا عن المخطوطة، فقام الرجل بشراء مئات المخطوطات من الأستانة ونقلها الى هولندا، التي قدمتها لجامعة ليدن، لكن هذه النسخة للكتاب نُسخت في مدينة صفد بفلسطين، وهي مختصرة ومليئة بالأخطاء.