أبدى العديد من أهالي الطائف تذمرهم من الارتفاع المستمر وغير المبرر لأسعار الأراضي في جميع المخططات السكنية بالمحافظة وبخاصة في ضواحي المدينة، حيث بدأت الأسعار تتجه الى سقف جديد بعد أن تجاوز سعر المتر المربع 1000ريال وهو سعر لا يناسب تطلعات الشريحة الأكبر من السكان، حيث إن سعر القطعة السكنية في المخططات أصبح يتراوح ما بين 400ألف ريال و 600ألف ريال، بينما أصبحت قيمة القطع السكنية في المخططات التي كانت قبل سنوات قلائل لا تتجاوز 120ألف ريال تناهز حالياً 300ألف ريال وهي في طريقها الى الارتفاع حسب مؤشرات سوق العقار بالمحافظة والتي سجلت تصاعداً مستمراً خلال العامين الماضيين ويخشى المتابعون أن يستقر سعر المتر المربع عند حدود 1200ريال خلال العام الحالي ما لم تحدث مستجدات تؤثر على حركة السوق. وكشفت مبيعات عدد من المخططات السكنية نسبة إقبال جيدة على الرغم من ارتفاع الأسعار، حيث أسهم النمو السياحي والانتعاش عمراني والسكاني بالطائف في تنامي أسعار الأراضي بشكل تجاوز قدرات الكثيرين. وكان لذلك أثره على ارتفاع إيجارات المساكن والعقارات عموماً.. ولم تعد القطع السكنية المتاحة في وقت سابق متاحة للبيع حالياً مما جعل المستثمرين يتجهون الى نطاقات أبعد علاوة على الأهالي الذين طالبوا كبار المستثمرين بتنفيذ مشاريع لشقق التمليك كخيار قد يناسب الكثيرين في ظل عدم تمكنهم من شراء أراض ومن ثم بناء مساكنهم وفقاً لتطلعاتهم، وكان مستثمرون ومجموعات عقارية شرعوا في طرح عدد من مشاريع فلل وشقق التمليك بمواقع بداخل المدينة وضاحية الحلقة والصناعية وشهار ولقيت هذه المشاريع إقبالاً جيداً وتم بيع جميع الوحدات المطروحة وقد شهدت أسعار مواد البناء قفزات عدة خلال الفترة القصيرة الماضية مما ينعكس على ارتفاع أسعار الوحدات السكنية المطروحة للتمليك خلال الفترة المقبلة ويعد هذا الأمر هاجساً يؤرق الكثير من المستثمرين الراغبين في تنفيذ مشروعات من هذا النوع خشية تأثير ارتفاع أسعار مواد البناء ومواد التشطيب على أسعار وحدات التمليك بشكل كبير. وأشارت اللجنة العقارية والمقاولون بالغرفة التجارية الصناعية بالطائف الى اتجاه السوق العقاري بالمحافظة وتفاعله مع الحركة العامة للاقتصاد المحلي وأكد أحمد بن ناصر العبيكان رئيس اللجنة أن سوق العقار بالمحافظة يشهد انتعاشة قوية منذ فترة ليست بالقصيرة وتعد الطائف واجهة سياحية محلية مفضلة ولها جاذبية استثمارية مشيراً الى نمو النطاق العمراني بشكل مستمر عاماً بعد آخر حتى امتدت الطائف على مختلف المحاور بعد أن كان امتداد العمران نحو الشمال بالذات يسير بوتيرة متسارعة، الا أن المحاور الأخرى باتت تشهد ذات الانتعاش وتتسارع خطى العمران حتى على المرتفعات الجبلية والتي تعد عوائق تنموية الا ان شح الأراضي بهذه المحاور جعل الأهالي يتجهون الى المخططات الجبلية وإقامة المنشآت السكنية بكافة المساحات المتاحة خاصة وان الطائف تحدها من الغرب جبال وعرة حتى الوصول الى الهدا الا أن هناك أكثر من مخطط بيعت بالكامل وفي مدة وجيزة ونرى في الوقت الراهن العمائر السكنية والاستراحات تقام على اكتاف الجبال وعلى السفوح دون تحديد، كما أن الطريق الدائري الجاري تنفيذه سيفتح مواقع جديدة بجنوب وجنوب شرق المدينة، وهذا بدوره محور عمراني جديد سيكون له تأثيره المباشر على حركة سوق العقار وازدهار أعمال المقاولين وإذا ما نظرنا الى المحور الجنوبي الذي يكتنفه سلاسل جبلية بالغة الوعورة نجد المخططات السكنية تنتشر في كافة الأرجاء وبروز المنشآت السكنية بقوة حتى في أكثر المواقع وعورة وصعوبة وساهم ذلك في نمو أسعار الأراضي بقوة. يذكر أن هناك مخططات سكنية وتجارية عدة ستطرح على الأهالي خلال العام الحالي، حيث يتم حالياً إنهاء إجراءاتها من الجهات المختصة ويشير عقاريون الى أنها لن تفي بالطلب على الأراضي خاصة وان جميع المخططات ليست بالحجم التي تحقق التوازن المطلوب أو تؤثر في الأسعار ولا تغطي بأي حال من الأحوال الطلب المرتفع على الأراضي بالمحافظة.