حينما وقف صاحب السمو الملكي الأمير الإنسان عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز يوزع جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة في سنتها الرابعة، كان حريصاً على أن يصافح الأطفال الفائزين ويقربهم إليه في لفتة إنسانية حانية ويلتقط الصور التذكارية لهم ولم يكن حينها لأي قلب مفعم بالعاطفة والوجدان والحب لهذا الوطن إلا ويغالب دمعة التأثر وهي تنزل من عينه... أتذكر أحدهم "كفيف" وهو الطالب إبراهيم بطي الشمري الحاصل على الإبداع العلمي (الحاسب الآلي) في الصف السادس الابتدائي في معهد النور للمكفوفين في بريدة واسم معلمه عبدالرحمن الفقير، وهو يتجه بمساعدة أحد أقربائه إلى الأمير.. كان رغم الإعاقة إلا أن الفرح الإنساني البسيط قد بدى على وجهه وهو يأتي إلى الرياض ويسكن في أحد أشهر فنادقها ويستلم الجائزة من حفيد الموحد في قاعة مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وكان هناك محمد طامي الحلافي من الخرج ومعلمه عبدالعزيز الغانم وعبدالعزيز الدعيس من الدمام ومعلمه عبدالعزيز البديع ومحمد خبراني من حفر الباطن ومعلمه ابراهيم العنزي، ومنصور الدهام من القريات ومعلمه السيد عبدالله عليوه. وعامر عسيري من محايل عسير ومعلمه إبراهيم محمد خولي، وعامر مشقي من رجال ألمع ومعلمه ياسر عبدالحميد أحمد، وسليمان الرويلي من طريف ومعلمه نادر أحمد القضاة، ومبارك راشد عويضة من السليل ومعلمه منير شارع الدوسري، وحنيش العماري ومعلمه وائل عساف وغيرهم من الطلبة والطالبات الذين جاؤوا من مختلف مدن المملكة بدعوة كريمة واستضافة نبيلة من أسرة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان رحمه الله بعد أن حفزتهم جائزته للتفوق والإبداع العلمي في التربية الخاصة للمنافسة الشريفة وإظهار القدرات والامكانيات.. حقاً كانت ليلة خير وعطاء وإنسانية من ليالي هذا الوطن العظيم كنت أتمنى وجود المخرج التلفزيوني المتمكن لينقل هذه الوجوه البريئة وأولياء أمورهم وفرحتهم وجودهم بهذا الفوز وهذا النجاح، وأن يبث بالأسلوب الذي يوصل الفكرة والذي جعل كل من شاهد الحفل يدعو لموحد هذه البلاد البطل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه... وللشيخ محمد بن صالح بن سلطان أحد رجاله الذين عملوا معه وعملوا كذلك وانتجوا في مختلف مجالات الحياة... بالرحمة والغفران والفسيح من الجنات. كان الأمير عبدالعزيز يدرك الأثر الإنساني على هؤلاء الصغار وكان يحرص على كل واحد منهم ويقربهم إليه ويحنو عليهم كيف لا وهو ابن أمير الخير والبذل والعطاء الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي تربى على الخير وربى أولاده على ذلك، كما أن الأمير عبدالعزيز رجل تشرب بالقرب والتواضع من أبناء المجتمع ويبذل ويعطي الكثير في الأعمال الخيرية ومن ذلك خدماته وتطوعه وجهده النبيل لجمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرض الفشل الكلوي... أما هذا الرجل الذي تحمل الجائزة اسمه فقد كان رحمه الله رجلاً باذلاً متصدقاً منفقاً بلا حدود في أعمال الخير وإسعاد الآخرين وحمل اللواء أبناؤه وبناته البررة بوجود والدتهم أطال الله في عمرها، حيث هذه الجائزة العلمية التي انبثقت منها سنابل الخير والعطاء وكل ذلك يهدف إلى خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال رعاية ودعم المحتاجين منهم اقتصادياً.. وصرف المعينات التعليمية والطبية ودعم البرامج والمراكز التربوية والتعليمية والثقافية التي تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة... كما أسعد الجميع تلك الطالبة الموهوبة سمر سعيد الشمراني الفائزة في مجال الإبداع الأدبي (المقال والشعر) في الصف الثالث الثانوي من معهد النور في أبها واسم معلمتها الجوهرة التمني والتي ألقت كلمة الفائزين والفائزات وحملت الكثير حقاً من الابداع في الأسلوب والإلقاء واللغة... تحية للقائمين على هذه الجائزة الأستاذ سلطان بن محمد بن صالح بن سلطان وجواهر بنت محمد بن صالح بن سلطان الرئيس العام للجائزة والمشرف العام على الجائزة د.ناصر الموسى والرئيس الفخري لها د.عبدالله العبيد وأمين عام الجائزة الأستاذة حصة آل شيخ ورئيس اللجنة العلمية د.عبدالله العقيّل كما أثنى على اللجان التي أسهمت في تنظيم الحفل وأشيد بأسلوب التقديم الموفق للحفل من د.حمدان الغامدي والأستاذة فاطمة العنزي ورؤساء اللجان الأساتذة عوض القحطاني وعبدالوهاب السعدون والأستاذة هدى النوح وندعو الله عز وجل أن يكون ما قدم في ميزان حسنات الشيخ محمد بن صالح بن سلطان وما دعي وما ترحم به عليه وهؤلاء الأطفال يشعرون بالسعادة والفرح وهم بظروفهم الخاصة التي ربما قد لا يأتي من يتذكرهم لولا عناية الله عزَّ وجلَّ ثم الأمن والأمان والاستقرار الذي نعيشه وأسسه موحد هذه المملكة التي عم عليها الخير وتكاثرت سنابله بعطاء وكرم رجال أعماله ومنهم أسرة بن سلطان رحمه الله، داعياً الله أن يجمع كلمتهم على الخير لمواصلة الأعمال الإنسانية والخيرية لأبناء هذا الوطن المبارك في شتى المجالات وحقاً أن وطني بخير ويسير قدماً إلى الأمام رغم المرجفين والحاقدين.