دخلت شركة عسير للتجارة والسياحة والصناعة والزراعة والعقارات وأعمال المقاولات في دوامة الخسائر، وأعلنت النتائج المالية الأولية للربع الأول من العام 2008بصافي خسارة قدرها 77مليون ريال، بعد حسم الزكاة الشرعية وحقوق الأقلية، مقارنة بأرباح صافية قدرها 82.9مليون ريال عن نفس الفترة من العام الماضي 2007.ولكن الشركة أكدت متانة مركزها المالي وجدوى استثماراتها ومشاريعها الحالية والمستقبلية حسب إستراتيجية الشركة المعلنة، وبينت الشركة أن محفظة أوراقها المالية تضم شركات ذات مركز مالي جيد وتحقق عوائد جيدة، وأن انخفاض قيمتها السوقية تعتبر مسألة عارضة، ولا تؤثر على متانة المركز المالي للشركة، ولكن العبرة في نتائج الربع التالي من العام الجاري، فرغم أداء الشركة الجيد خلال السنوات الخمس الماضية، يعتبر ما تعرضت له الشركة حالة طارئة، من المأمول أن تتجاوزها الشركة، وتسترد عافيتها على المدى القريب إلى المتوسط، خاصة وان مكررات الشركة وقيمتها الدفترية لا تزال جيدة جدا. وقد تأسست "عسير" بموجب المرسوم الملكي رقم م/ 78وتاريخ 1977/01/05، شركة مساهمة سعودية متعددة الأنشطة مملوكة بالكامل للقطاع الخاص. تتولى الشركة مزاولة كافة الأعمال التجارية، مثل إنشاء المشروعات الصناعية، السياحية، والزراعية، وتقسيم الأراضي وأعمال المقاولات، وتبعا للتطور الذي شهدته الشركة، زاد رأسمالها من 50مليون ريال عند التأسيس إلى 250مليون بعد دخول مجموعة دلة البركة كمساهم رئيسي، وتطور رأس مال الشركة ليبلغ حاليا نحو 1.26مليار ريال. تنشط شركة عسير بشكل رئيسي في مجالات من المفروض أن تكون مربحة إلى حد كبير، مثل: صناعة المواد الغذائية، البتروكيماويات، العقار، مواد البناء والتشييد، القطاع المالي والخدمي. بقي أن تتجاوز "عسير" هذه الأزمة والتركيز على أنشطتها الأساسية، وتقليص استثماراتها في مجالات محفوفة بالخطر، حتى تعود إلى سابق عهدها من الربحية والنمو. استنادا على إقفال سهمها الأسبوع الماضي، السابع من شهر مايو 2008، على 33.5ريالا، تجاوزت القيمة السوقية لشركة عسير 4.23مليارات، موزعة على نحو 126.39مليون سهم، مملوكة بالكامل للمؤسسين والمستثمرين. ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 33ريالا و 34.75، في حين تراوح خلال عام بين 28.75و 54، أي أن السهم تذبذب خلال عام بنسبة 61في المائة، ما يشير إلى أن سهم "عسير" متوسط إلى منخفض المخاطر، ويبلغ متوسط حجم الأسهم المتداولة يوميا نحو مليونين. من النواحي المالية، أوضاع الشركة النقدية جيدة جدا، فقد بلغ معدل المطلوبات إلى حقوق المساهمين 13.67في المائة، وهو رقم ممتاز، وبلغت نسبة المطلوبات إلى الأصول 12.03في المائة وهي نسبة جيدة جدا، وعند مقارنة هذه النسب مع معدل التداول البالغ 4.75، والسيولة النقدية عند 3.82، يتضح أن الشركة محصنة بشكل جيد ضد أي التزامات مالية قد تواجهها، خاصة على المدى القريب. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز الجيد، فجميع مؤشرات أداء السهم في تحسن مستمر على مدى السنوات الخمس الماضية، وقد زاد إجمالي الأصول من نحو 1.48مليار ريال للعام 2003إلى نحو 4.1مليارات عام 2007، وتبعا لذلك زادت قيمة السهم الدفترية من نحو 5.10ريالات عام 2003إلى 24.63عام 2007، بينما تبلغ القيمة الدفترية الحالية 28.35ريالا، ويدعم ذلك كله نمو حقوق المساهمين الذي ارتفع بنسبة 86.5في المائة عن العام الماضي 2007، ونسبة 66في المائة عن السنوات الخمس الماضية، أيضا ارتفعت الإيرادات بشكل ملموس، فحققت الشركة نموا في الإيرادات بلغت نسبته 48.43في المائة العام الماضي، ونسبة 319في المائة عن الأعوام الخمسة الماضي، وهذه جميعها مؤشرات إيجابية للشركة. وفي مجال السعر والقيمة، بلغ مكرر الربح للعام الماضي 11.67ضعفا، وهو مضاعف جيد جدا، ويدعم ذلك مكرر الربح على النمو البالغ 0.35، ما يشير إلى أن سعر السهم دون سعره العادل، ويعزز كل ما سبق قيمة السهم الدفترية البالغة 24.63، والتي تعني أن مكرر القيمة الدفترية 1.36ضعف وهو رقم يصنف سعر السهم بالجاذب، ولكن قيمة السهم الجوهرية التي لا تتجاوز 13.6ربما تؤثر سلبا على المؤشرات السابقة، ولكن الأمل أن يتحسن أداء "عسير" خلال العام الجاري 2008، والأعوام المقبلة وأن تستعيد بريقها مرة أخرى. وعند دمج جميع المعطيات المتوفرة مع أداء الشركة للأعوام السابقة، ومقارنة ذلك بجميع مؤشرات أداء السهم، ربما يكون هناك ما يبرر سعر السهم عند 33.5ريالا. هذا التحليل لا يعني توصية من أي نوع، ويقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع الحقائق أمام القارئ الذي يتحمل تبعة ما يترتب على قراراته الاستثمارية.