إن المشاريع العلمية والثقافية التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز متنوعة المجالات ومتعددة الجوانب، وترتكز على رؤية عميقة من شأنها أن تفضي إلى نهضة علمية ومعرفية حقيقية تساهم في نقل الأمة في مشروعها التحولي نحو مجتمع المعرفة، وتبرز من بين هذه المشاريع العلمية والثقافية الرائدة جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، فهذا المشروع العلمي والحضاري الواعد سيكون له الأثر الطيب - بإذن الله -، لما سيحققه من تقارب ثقافي وتبادل علمي بيننا كعرب ومسلمين وبين جميع الحضارات الأخرى، ولما يمثله في الوقت نفسه من تفعيل الترجمة وتشجيع الإقبال عليها، كونها إحدى السبل الناجحة والأساسية في وقتنا الراهن لمد جسور التواصل والتقارب والتقاء الثقافات والحضارات والشعوب، خصوصاً وقد أضحى من المعلوم الثابت أن المشاكل الكبرى والأحكام المسبقة التي تؤدي إلى صدامات عنيفة تأتي إجمالاً من الجهل المتبادل لهذه الحضارات والثقافات. لقد جاءت الجائزة لتقدم قوة دفع حيوية لحركة الترجمة وتحفز المترجمين على السير نحو الأفضل في ترجمة أعمال من وإلى اللغة العربية تسهم في إيجاد روافد معرفية جديدة تشجع على الإبداع والابتكار في مجالات العلوم المختلفة، وتعزز من دور الترجمة المحوري في التعرف على الآخر انطلاقاً مما يكتبه، لمعرفة تفكيره ومعرفة المؤثرات التي تتحكم فيه. صفوة القول: إن تباشير نهضة شاملة أخذت تلوح في الأفق القريب مبشرة بميلاد نهضة علمية ومعرفية سوف تزيل - بإذن الله - ذلك القصور عن ثقافتنا فيما يتصل بالترجمة، وهذا ما نؤمله من هذا المشروع الحضاري. @ رئيس اللجنة العلمية للجائزة