رغم الكم البرامجي الكبير الذي يدور في فلك البث الفضائي العربي، لا يقارن هذا الكم الهائل بالكيف مطلقا، فللأسف يطغى الكم التقليدي على الكيف الراقي برامجيا، فما نشاهده من برامج متنوعة لا تخرج عن إطار التقليدية والحوارات العشوائية والإعداد غير المتناسق والركاكة في الكثير من الأحيان في أسلوب التقديم، والمعضلة الأكبر التكرار الممل للضيوف، فما تشاهده اليوم في قناة تجده يطل عليك غدا في قناة أخرى! على العكس تماما نجد ان الأسلوب الراقي في تناول المواضيع والاختيار المتميز للضيوف والتقديم المهذب والواقعي، سمة من سمات برنامج (99) على القناة الرياضية، برنامج يشد المتابع مهما كانت اهتماماته، تناوله للقضايا بالاحترافية التي شاهدتها عليه يجعل منك كمشاهد تعيش الحدث بكل تفاصيله، حتى ولو لم تكن معنيا به تماما،مقدم متمكن، صاحب اسلوب عنوانه القبول والمصداقية والأهم تميزه باحترام ضيوفه ومشاهديه بالمقام الأول. برنامج ملئ بالجرأة اعتدنا عليه من برنامج سياسته التي يتبعها تختلف كثيرا عن الأسلوب التقليدي والمباشر الذي عودنا عليه الإعلام التلفزيوني السعودي الرسمي، حرية راقية، مواضيع هادفة، قضايا هامة والأهم والأهم الأسلوب في الإعداد والتقديم والإخراج، مما يكفل لجميع عناصر النجاح للظهور وإمتاع المشاهد ببرنامج الوصف له الرئيسي انه غير تقليدي مطلقا..!! برنامج منذ مدة وانا اريد التطرق له عبر زاويتي، والأهم انني هنا لست مجاملا لان البرنامج لم اكن ضيفا يوما فيه ولا تربطني بطاقمه وخصوصا الرائع مقدم البرنامج صلاح الغيدان والمعد عبدالله ابوداهش ومدير القناة الرياضية المحترف عادل عصام الدين،أي علاقة سوى علاقة المشاهد المستمتع بالأسلوب السعودي في البرامج الاحترافية الراقية، ومما جعلني اتناول البرنامج اليوم، تصريحات الغيدان الصحفية التي شدتني، من خلال تذمره بعدم فوز برنامجه بالمهرجان الخليجي العاشر الذي اقيم مؤخرا بالبحرين، وانا هنا اختلف مع الأخ الغيدان، لان الجوائز ليست مقياسا للنجاح، لأنه للاسف الشديد في مجتمعاتنا العربية للمجاملة وللواسطة دور هام واساسي في توزيع اغلب الجوائز، فاذا اعتبر طاقم البرنامج ان مقياس نجاحهم هذه الجوائز، فهذا يعني توقف نشاطهم وابداعهم، لان الجائزة الذهبية الأهم هي الشعبية الكبيرة التي يحظى البرنامج بها حاليا والنجاح الأهم الاستمرارية في التفوق. ومادام الحديث عن 99، أسجل إعجابي بأسلوب التواصل الإعلامي لصلاح الغيدان من خلال تواصله مع المشاهدين عبر منتديات خاصة بالغيدان والبرنامج، وهذا الأمر وَلَّدَ للأسف غيرة إعلامية من الكثيرين واستهجنوا طريقة الغيدان، ولو كان الأمر قام به مقدم برامج عربي وهو حاصل حاليا لتم اعتباره عاديا، فتحية للغيدان وزملائه العاملين معه وبانتظار المزيد من برنامج 99.- متفرقات: - للأسف تمت تفسيرات متعددة لمقالي (أبيع نفسي) الأسبوع الماضي وانا هنا اؤكد ان المقصود بالمقال ليس شخصا بعينه وانما كل شخص يرى نفسه مثل (مرجان احمد مرجان). - سلطان الطرب جورج وسوف عندما سئل هل تحفظ للفنان محمد عبده، أجاب بلغة الكبار وبصورة مباشرة طبعا، وغنى ارقى اغاني محمد عبده (الجو غيم) اما غيره فببلادة أنكر حفظه لأغانيه، لاتعليق!