بدأت امس أعمال الحلقة العلمية ( مكافحة الاتجار بالبشر) التي تنظمها كلية التدريب بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة للمخدرات والجريمة في إطار برنامجها العلمي للعام 2008م خلال الفترة من 4/27إلى 1429/5/2ه الموافق من 3إلى 2008/5/7م بحضور مساعد رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش وذلك بمقر الجامعة بالرياض وبمشاركة (67) مشاركاً من العاملين في وزارة العدل وهيئة التحقيق والادعاء العام بالمملكة العربية السعودية. وبدئ حفل الافتتاح بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلتها كلمة عميد كلية التدريب اللواء الدكتور علي بن فايز الجحني استعرض فيها محاور الحلقة وبرنامج عملها مؤكداً على أهميتها. بعد ذلك ألقى المشرف العلمي على الندوة الدكتور أمجد كايد الفطافطة كلمة تناول فيها برنامج الحلقة موضحاً انه قد استقطب لها هيئة علمية متميزة من المملكة العربية السعودية وبريطانيا وبلجيكا والولايات المتحدة. ثم ألقى مستشار الأممالمتحدة في مكافحة الاتجار بالبشر الدكتور محمد يحي مطر كلمة اشار فيها إلى أن موضوع الاتجار بالبشر يعد أحد موضوعات الساعة والذي لا تكاد تخلو منه دولة وتقوم به عصابات منظمة وضحاياه من المستضعفين في الأرض مؤكداً أن هذه الجريمة تحتاج إلى جهود دولية وإجراءات حكومية لمحاربتها. وبين أن المنظمة الدولية قد شرعت بروتكول الأممالمتحدة لمنع وقمع ومعاقبة الاتجار بالبشر في العام 2000م المنبثق من اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة والذي ينص على أن تقوم كل دولة بتجريم فعل الاتجار بالأشخاص وأن تضع له العقوبة الرادعة وأن تتخذ كل دولة التدابير الاحترازية لمنع وقوع هذه الجريمة وتفادي حدوثها إضافة إلى حماية ضحايا هذه الجريمة. وأوضح أن (118) دولة صادقت على هذا البروتكول منها (11) دولة عربية في مقدمتها المملكة العربية السعودية مشيداً بهذا الصدد بجهود السعودية في هذا المجال وأنها حالياً بصدد مشروع نظام لمكافحة الاتجار بالأشخاص وهو يتفق مع المعايير الدولية ومستمد من أحكام الشريعة الإسلامية التي تحظر العبودية بكافة أشكالها وتمنع استغلال الإنسان لأخيه الإنسان ما يتيح للمجتمع الدولي الاستفادة من التشريع الإسلامي في هذا المجال. عقب ذلك ألقى مساعد رئيس الجامعة الدكتور جمعان رشيد بن رقوش اشار فيها إلى أن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية كانت سباقة في مكافحة جريمة الاتجار بالبشر التي حرمتها الشرائع جميعها وتأباها النفس البشرية وتشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وتؤذي الضمير الإنساني وتخل بالأمن العالمي مؤكداً أن انعقاد هذه الحلقة العلمية الدولية بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة للمخدرات والجريمة وبمشاركة نخبة من الخبراء العرب والدوليين يدل على السعي الجاد لمكافحة هذه الجريمة. وأعرب الدكتور بن رقوش عن أمله في أن تحقق الحلقة التي استقطب لها نخبة من المختصين من الدول العربية والدول الصديقة أهدافها بالوصول إلى صياغة رؤية علمية تسهم بفعالية في إيجاد الحلول للمشكلات المطروحة وأن تكون الاوراق المقدمة إضافة جديدة ومتميزة تثري الجهود المبذولة في هذا المجال. واختتم الدكتور برقوش كلمته بتقديم الشكر لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب الذين يقفون وراء نجاح هذه المؤسسة العربية وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس إدارة الجامعة الذي ظل يقدم للجامعة دعماً لامحدودا حتى وصلت إلى هذه المكانة المتميزة عربياً ودولياً. يشار إلى أن الحلقة العلمية تهدف إلى إكساب المشاركين مهارات في كيفية التصدي للاتجار بالبشر والتعريف بالاتجار بالبشر كمشكلة عالمية وإبراز دور الإسلام في مكافحة الاتجار بالبشر وإبراز دور الأممالمتحدة في مكافحة الاتجار بالبشر والتأكيد على الدور المحلي في مكافحة هذه الجريمة. وستتناول الحلقة جملة من الموضوعات المهمة منها تعريف الاتجار بالبشر والفرق بينه وبين تهريب المهاجرين والجرائم ذات الصلة بالاتجار بالبشر والأسباب الأساسية للاتجار والإطار المعياري الدولي (اتفاقية الجريمة المنظمة والبرتوكولات الملحقة بها حول الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين والتعرف إلى الضحايا والتحقيق والادعاء العام في جرائم الاتجار بالبشر وحقوق الضحية ومحاكمة المتاجرين بالبشر وتعويض الضحايا والتعاون الدولي بما في ذلك المساعدة القانونية المتبادلة وتسليم المجرمين وإسهام الشريعة الإسلامية في مكافحة الاتجار بالبشر وغيرها من الموضوعات ذات الصلة).