مثال أول: طرح مدير جامعة هارفارد (ديرك بوك) عام 1986م سؤاله الرئيس ماذا نفعل في هارفارد من إيجابيات وسلبيات لطلابنا في المرحلة الجامعية وكيف نحدث التغيير؟ ذلك السؤال الأولي البسيط قاد إلى تشكيل فريق من مجموعة متنوعة من الأكاديميين بالجامعة تجتمع كل شهر ويشاركها عمداء الكليات العلمية والنظرية والسنة التحضيرية وشؤون الطلاب ومدير السكن وعدد من طلاب المرحلة الجامعية وغيرهم. ذلك الفريق/ النموذج استمرت اجتماعاته لعدة سنوات وتمدد حتى شمل 24كلية وجامعة وأكثر من 70عضو هيئة تدريس وعشرات الطلاب تم مقابلتهم ومشاركتهم. كانت فلسفة الفريق الذي تزعمه (ريتشارد لايت) بسيطة، محادثات مطولة مع الطلاب ومشاريع يتم نثرها في الاجتماعات، لكن تلك الافكار والمشاريع تترك لمن يتطوع لتبنيها من أعضاء هيئة التدريس، فالمشروع الذي يجد من يتبناه يؤخذ بعين الجدية. النتائج نتركها لمقال/ مقالات أخرى، فالذي يهمنا اليوم هو كيف تنظر قيادات الجامعات المتميزة إلى حياة طلابهم وإلى إجابة الأسئلة البسيطة التي تهم الطالب. مثال ثان: انزعج قادة جامعة تورنتو بسبب عدم احتلال جامعتهم المركز الاول في موضوع حياة الطلاب، وهي الجامعة الكندية الاولى في كثير من المعايير. لم يكتف مدير جامعة تورنتو بتكوين اللجان للوصول إلى جذر المشكلة، بل منح نفسه إجازة لمدة أسبوع من عمله الإداري وقضى ذلك الاسبوع يتنقل في قاعات المحاضرات ومطاعم الطلاب وملاعبهم، كطالب مبتدئ، يسأل هذا الطالب وذاك الاستاذ عن كل شيء تقريباً، حتى إن ملاحظاته التي دونها وصلت إلى نوعية الكراسي ببعض القاعات وكيف أنه وجدها غير مريحة للجلوس عليها ساعات طويلة وعن عدم جودة القهوة بإحدى مقاهي الجامعة، إلخ من الملاحظات التي دونها وكان الطلاب يعتقدون أنه طالب عاد إلى مقاعد الدراسة بعد عمر طويل ويريد أن لايفوته شيء دون تسجيل. مثال ثالث: استحدثت جامعة مونتريال منصب وكيلة للجامعة معنية بحياة طلاب الجامعة، ومن ضمن قرارات وكيلة الجامعة تلك التي تصب في مجال راحة الطلاب استحداث بند مالي يسمح للطلاب باستعارة الدراجات الهوائية طيلة فترة العام الدراسي حتى تقلص التكلفة عليهم وتريحهم في تنقلاتهم داخل الحرم الجامعي... تلك أمثلة مع التحية لمديري الجامعات السعودية لنسأل بعدها عن حياة الطالب/ الطالبة في الجامعة والكلية السعودية؟ أين تصل درجة اهتمامنا براحة ومشاركات الطالب الجامعي والبيئة التي يدرس ويسكن ويلعب فيها؟ ما رأيكم بتوجيه السؤال للطلاب/ الطالبات باعتبارهم الأهم والاصدق في هذا المقام. أعزائي طلاب / طالبات الجامعة: كيف تصفون حياتكم الجامعية؟!