أحمد الفهيد من شعراء عنيزة المعروفين وقد قدم خلاصة الشعر الشعبي في معاناته وفلسفته الحياتية، الفنان عبدالله الصريخ قاد تلك التجربة عندما بحث في أوراق الشاعر الفهيد، هما ينتميان لواقع الحب الغريب، عندما بحث الصريخ في اوراق الفهيد وجد قصيدة(ياساكن في القلب)لأنها تناقش معاناته وحسه، فأخذها ليقوم بتلحينها، هذه الاغنية طلب من احساس الصريخ، لذا قام بتلحينها وغنائها في يوم واحد ابان حفلات نادي الجبلين في العام(1398ه). تجربة كانت جميلة في البحث عن المضمون في نداء العاشق ومعانات الحبيب، ليست كغيرها في سلسلة الأغاني الكلاسيكية، هي التجديد الغنائي والروعة في الصوت والمعانات. يا ساكن في القلب يا غابة الروح يامنوتي بالناس سيد المماليح شيّدت له بالقلب بنيان وصروح وما غيرك لقلبي لقا له مفاتيح. ذهب الصريخ لغناء هذا العمل وهو في متوسط العشرينات من عمره، هو تفاجأ من الجمهور على مسرح نادي الجبلين الكل أتى لسماع هذا الشاب يغني إذ سبقت شهرته كل شيء!. هناك في الحفلة بتواجد نجوم كبار على مستوى الاغنية الخليجية، عبدالله الصريخ الي لم يعرف الخبث في الاغنية.؟عمل بروفات كثيرة عصر يوم الحفلة مع فرقة متكاملة منهم من كان يعمل في فرقة الاذاعة السعودية والتي كان يقودها الفنان عودة العودة في تلك الحفلات، لكنه عند بدء دخول الصريخ على المسرح تفاجأ بالفرقة تنسحب وهو واقف بعوده فقط.؟ استأذن من الجمهور ونزل خلف الكواليس ليطلب من الفنان الكويتي الكبير مصطفى أحمد ان يساعده لأن شيئاً ما حدث معه، وبالفعل صعد تارة أخرى ومعه ثلاثة عازفين ليقدم هذه الاغنية التي تناولها من أحمد الفهيد في نفس اليوم وقام بتلحينها وغنائها في تلك اللحظة الجميلة. لو ينشكي لطويق وجبال راموح تمسى بامر الله قاع صحى صيح لو ينشكي للي على الدين مفتوح يذهل فروض الدين هي والتراويح. خيال واسع وأجراس واضحة تقول للملحن في تلك النغمات قم بغنائي بهذا الشكل الموسيقي، ذكر الله الدائم في الأشعار الشعبية يتواصل لأن القيمة به وهم يتوارثون هذا الشيء في حياتهم العامة وبالتالي هي بالأصل(كن فيكون)ثم يعود للحياة العامة عندما تكون الشكوى لأحد المفتوحين على الدين، والمتغيبين عن الطاعة، هي الصورة التي تعود به إلى القوام الصحيح.؟خيال متقد بُنِيَ للقيمة الشعبية الحياتية، هي الاجراس التي تتوافق مع الجملة اللحنية التي كونت من مقام(الصبا) المتفاعل في حالات الحزن وذكريات العشق، لذا ارتكزت على إيقاع(الروبما). كلً في ضحى العيد مشروح وأنا من العبرات دمعي تشاريح. لتوسع الانتشار يفكر عبدالله الصريخ بغناء هذا العمل تارة أخرى ولكن بتسجيل خاص في مصر، تلك اللحظات التي صادفت اتفاق (كامب ديفد) بين الرئيس المصري انور السادات ورئيس وزارء إسرائل مناحيم بيجن(1978م)، وهو يشاهد احداث الشارع من إطلالة(الشقة). عبدالله الصريخ يعرف جيدا انه يكون فناناً ذا جماهيرية واسعة هي تأتي في تلك اللحظات الجميلة من ذكرياته، جرب ذلك فنجح وكانت الاستمرارية الغنائية المميزة. ثلاثون عاماً انطلقت شهرته لتتوسع عبر عدة أغانٍ منها(ياساكن فالقلب)، من اعمال عبدالله الصريخ الرائدة وكلمات أحمد الفهيد لتكون من روائع الفن الكلاسيكي النجدي وامتداده.