لقد ناء القلم بي ونؤت به ولكن ما الوسيلة البديلة عنه كلما فاض بي الوجد استدرجته للكتابة فأراه يتذمر أحيانا يئن وأحياناً يتصلب تحت اناملي لكني أراوده على الكتابة فيكتب، وقد يوفق في عرض مشاعري بدقة وقد يتعثر المهم انه يحمل العبء عن قلبي ويمضي في رحلته الجديدة الى ارصفة الوهم والحلم والعدم ومن ثم الى عالمي الأثير وانا امشي وراءه مطرقاً شاحباً، آه منك يا زمن العجائب انك تحمل في ثنايك كل التناقضات ونحن البشر علينا أن نتحمل مفاجأتك وتحدياتك دون أن نجرؤ حتى على الشكوى والأنين في عنفوان الفرح يقفز أمامنا وأمام أعيننا شبح الحزن فنبكي ونحن في أوج السعادة في ثنايا الصحة يلوح لنا طيف المرض فنرتعد ونقف وقفة استعداد بين يدي طارئ الأمل والألم وفي غمرة الغنى يتخايل أمامنا اوج الفقر فنضع أيدينا على قلوبنا فرقاً وخوفاً من يحل الفقر محل الغنى ويصبح الأخير في مكان لا نعرفه، نحن لا نملك التصرف بأي قدر من الحرية التي وهبها الله لنا فمنذ أن نغادر أرحام أمهاتنا تأتي أيد مستبدة فتخنق حريتنا وتئد مشاعرنا وتخطط مستقبلنا والويل لنا أن عصينا نبدأ من الأم والأب والاخوة فالأنثى غير الذكر وكل منهما يحمل مشاعر تختلف عن الآخر، ويبدأ كل واحد منهما ينظر إلى الآخر كيف يكون أحسن منه تقرباً وقرباً لوالديه فالصغير غير الكبير حيث يختص الصغير برعاية واهتمام أكثر من الكبير ثم ننتقل الى المدرسة فالذكي غير متوسط الذكاء وغير الغبي والقريب من المدير والمعلم أو غيرهما غير البعيد ومن ثم ننتقل الى العمل فمن يجيد ويتقن فن المراوغة والاحتيال غير المستقيم الأمين العفيف، ويأتي الزوج والأولاد وكل يمارس سيطرته وضغوطه حسب شخصيته الغاية من خلقنا أن نعرف الخالق ونحن نعرفه بفطرتنا التي وهبها الله لنا. إن المؤامرة الكبرى على انسانيتنا لا تأتي من ابليس وحده الذي أقسم على الله أن يطغينا ويغوينا وأن يتلذذ بشقائنا وحيدتنا عن طريق الحق، أن المؤامرة الكبرى تأتي من شياطين الانس الذين يوسوسون لنا انهم يدعون للخير وهم يذبحون الفضيلة في أعماقنا فلابد أن يكون لنا في هذه الحياة ركن هادئ ظليل نأوي إليه يفيض على جوارحنا ويغسل احزان قلوبنا تباركت ارادة الله وتباركت حكمته التي فرقت الخلائق الى فرقتين عظيمتين، والأهم (تعمر الجنة) والثانية (تقدم وقوداً للنار) فما اعدلك يا الهي ان كل ما حولنا في الطبيعة يشيء بنعمة الحب فالمؤمنون متحابون بفضل رابطة الإيمان الوثيقة التي ربطت قلوبهم والأسرة تراها متماسكة إذا رفرف طائر الحب في سمائها والزوجان متحابان متراحمان بمقدر رصيدهما من الإيمان فإذا ارتدا عن ايمانهما ارتدت عنهما السعادة وراحة البال وخيمة الستر فالحب زيت الحياة الذي توقد منه شجرة البشرية إذ لولا الحب لما تحملت الأم أعباء حملها راضية ان الحب والرضاء بما قسمه الله لك أعظم نعمة أن الكون من ذراته إلى مجراته قام على الحب فلو لم يحبه الخالق لما خلقه رباه اغفر لي ان غلفني الصمت وارحمني ان تزاحمت الكلمات على لساني واغرس اللهم بذور الحب الصافي لوجهك الكريم في تربة قلوبنا ولكل شيء خلقته بيديك لأن هذا الحب الصافي يصرح بنا إليك لنلقاك وانت راض عنا مقبل علينا غير معرض وهذا منتهى ما تسمو إليه يا رباه. @ شيخ النواشرة عضو المجلس المحلي بمحافظة القنفذة